اضبطوا المرور

اضبطوا المرور

اضبطوا المرور

 العرب اليوم -

اضبطوا المرور

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

عادلاً حاسمًا انضباطًا المرور بضبط إلا المصرى الشارع حال ينصلح لن.. أينعم! لن ينصلح حال الشارع المصرى إلا بضبط المرور انضباطًا حاسمًا عادلاً.. ترميم حال الشارع المصرى الذى وصل أقصى درجات الفوضى السلوكية والعشوائية الأخلاقية لن يمر إلا عبر وضع كلمة النهاية أمام غوغائية المرور. وغوغائية المرور سببها تصرفات السائقين- بشتى أنواعهم من نقل وملاكى وتوك توك وكارو وتروسيكل- التى تعكس انعدام مفهوم ما يحق لهم عمله وما لا يحق. وحال الشوارع والميادين الذى يرضى كل عدو ويزعج كل حبيب لن يستوى إلا بتطبيق قوانين وقواعد المرور بحذافيرها، وليس بلجان وكمائن «رخصك»!

ولنبدأ بـ«الرخصة» التى يفترض أن تعنى أن حاملها لا يعرف فقط كيف يدوس على البنزين، ولكن يعرف ويعى ويفهم ويهضم مفهوم القيادة. ومواجهة الفوضى المشار إليها لن تكون مجدية إلا بالتسليم بأن نسبة كبيرة جدًا ممن يحملون رخصة قيادة ليست لديهم أدنى فكرة عن مسؤولية القيادة، ومفهوم حق الطريق، وقواعد الذوق، والخطوط الفاصلة بين الحقوق والحريات.

حرية قادة السيارات فى السير العكسى، والوقوف فى منتصف الشارع للسؤال عن الطريق، وتحميل الركاب وتنزيلهم على مطالع الكبارى ومنازلها، واعتبار لوحات الأرقام إكسسوارات اختيارية، وتحويل زجاج المركبات إلى ساحات للتعبير الدينى تارة والجمل والعبارات السخيفة بالإنجليزية والعربية مثل «سيبك منهم أنا سيدهم» و«تليفونى كذا علشان البنات الحلوين» وغيرها، وتحويل الـ«يو تيرن» إلى موقف ثابت للسيارات، واعتبار القفز من حارة مرورية لأخرى حقًا مطلقًا، بل عدم معرفة شىء اسمه حارة مرورية أصلاً، كل ما سبق وغيره بات سمة الشارع.

هذه السمات سببها، كما يخبرنا المسؤولون وهم فى ذلك صادقون مائة فى المائة، سببها سلوك المواطنين. وكما كتبت عشرات المرات فى هذه المساحة فإننا جميعًا على يقين بهذه الحقيقة الواقعة. لكنها باتت حقيقة واقعة لأن القانون لا يطبق، ولأن مفهوم القانون صار مقتصرًا على «رخصك»! ولأن تغييب القانون وإدخاله فى حيز ضيق لا يخرج عن إطار التدقيق فى الرخص أو إخضاع السائق لاختبار المواد المخدرة، فقد ترسخت ثقافة الحريات المرورية المطلقة فى أذهان الجميع.

ووصل الحال بنا إلى أن المقاوم للسير العكسى يجد نفسه مشتومًا ومطالبًا بالعودة إلى الوراء حتى يمر المخالف، وذلك بعدما يمطر الملتوم نظرات غاضبة وربما شتائم واضحة. ووصل بنا الحال إلى أن المطالب بوضع حد للفوضى العارمة من قيادة مجنونة تقتل وتصيب العشرات يوميًا ينظر إليه باعتباره جاحدًا لما يقوم به رجال الشرطة من جهود، لا سيما أن هذه نقرة وتلك أخرى. ووصل بنا الحال إلى أن كثيرين يعتقدون أن هذه هى القيادة، وتلك هى إرادة الله، فأن تنزل من بيتك وتركب سيارة يعنى أن احتمالات حياتك تساوى احتمالات مماتك. اضبطوا المرور وطبقوا القانون يرحمكم الله.

 

arabstoday

GMT 05:35 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

( زهور الجزائر )

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اضبطوا المرور اضبطوا المرور



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 18:34 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

جماعة الحوثي تعلن تنفيذ 3 هجمات على أهداف حيوية في إسرائيل
 العرب اليوم - جماعة الحوثي تعلن تنفيذ 3 هجمات على أهداف حيوية في إسرائيل

GMT 19:13 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

سيد الناس يعيد بشرى للمشاركة في دراما رمضان
 العرب اليوم - سيد الناس يعيد بشرى للمشاركة في دراما رمضان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 العرب اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 11:35 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

فقدان ثلاثة متسلقين أثناء صعودهم لأعلى قمة جبل في نيوزيلندا

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 08:11 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تايلاند إلى 25 قتيلا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab