كشف أثرى حديث العالم كله 2
تصريحات ترامب تدفع الدولار للارتفاع في تعاملات آسيوية متقلبة اليوم الثلاثاء انخفاض أسعار النفط بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة لتعزيز إنتاج النفط والغاز الجيش اليمني يعلن توجيه ضربات قاصمة للحوثيين في محافظتي مأرب وتعز زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا بايدن يصدر عفواً لحماية الجنرال مارك ميلي والطبيب أنتوني فاوتشي وأعضاء لجنة التحقيق في أحداث 6 يناير وشهودها تحسبا لصدور قرارات ضدهم من إدارة ترامب الحوثيون يهددون باستئناف مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل وأميركا وبريطانيا إذا تعرض اليمن لهجوم من هذه الدول المديرية العامة للأمن العام اللبناني تحذّر من التفاعل مع صفحة تابعة لـ"الموساد" الإسرائيلي على منصة "فيسبوك" منظمة الصحة العالمية تحذر من تفشي الأمراض المعدية بشكل كبير ومن استمرار تهديد المجاعة في غزة درجة الحرارة في فلاديفوستوك تحطم رقما قياسيا صمد أكثر من 50 عاما اختناقات في نابلس بعد اقتحام قوات الاحتلال
أخر الأخبار

كشف أثرى حديث العالم كله! (2)

كشف أثرى حديث العالم كله! (2)

 العرب اليوم -

كشف أثرى حديث العالم كله 2

بقلم: دكتور زاهي حواس

تحدثنا فى المقال السابق عن جزء من الاكتشافات الأثرية التى أعلنّا عنها يوم الثامن من شهر يناير الجارى. وقد انتهى بنا الحديث إلى ترجمة النص المكتوب بالخط الهيروغليفى (النقش المقدس) على اللوح الجنائزى، الذى أهداه المدعو جحوتى مس، المشرف على قصر الملكة تتى شيرى، إلى روح صديقه، رئيس قائدى العجلات الحربية، مين نخت. وذلك فى العام التاسع من حكم الملك أحمس، طارد الهكسوس من مصر، مؤسس الأسرة الثامنة عشرة، بداية العصر الذهبى للحضارة المصرية القديمة. بالطبع لم يصدق علماء الآثار فى العالم كله أنفسهم وهم يسمعون تلك الأنباء وهذه المعلومات الدقيقة والمؤرخة بكل وضوح عن عصر من أهم عصور الحضارة المصرية، وأقلها كذلك من حيث عدد المصادر المعاصرة لهذا الزمن، وهو ما بين ١٥٥٠ قبل الميلاد و١٥٢٥ قبل الميلاد، والذى يمثل فترة جلوس الملك أحمس على عرش مصر؛ لذلك كان لابد من نشر صور اللوحة الجنائزية وباقى مكتشفات مقبرة نخت مين، المهدى إليه اللوحة من صديقه، جحوتى مس.

وبعيدًا عن الأهمية التاريخية والأثرية لذلك الكشف، فإنه يؤكد للعالم كله كم كانت مصر دولة متحضرة ومجتمعًا راقيًا يعرف أسمى معانى الصداقة والوفاء، ففى الوقت الذى كتب فيه جحوتى مس أنه يهدى تلك اللوحة الجنائزية وما تحمله من صيغ تقديم القرابين إلى روح صديقه لكى يجعل اسمه وذكراه تحيا لملايين السنين، كانت أوروبا فى ذلك العصر تعيش عصور ما قبل التاريخ، الذى لن تدخله سوى فى القرن السابع قبل الميلاد عندما بدأت الأبجدية الفينيقية تنتشر فى أوروبا، أى بعد وفاة جحوتى مس بأكثر من ثمانية قرون.

ننتقل بعد ذلك إلى ما كشفنا عنه من عدد كبير من الأختام الجنائزية، وهى عبارة عن أختام قُمعية الشكل من الفخار المحروق، وتحمل قاعدة الختم دائرية النص، الذى يحمل اسم وصفة صاحب الختم، ويُكتب عادة فى ثلاثة أسطر، إما أفقية أو رأسية. والحقيقة أن ما تم العثور عليه من أختام يعود إلى نهاية الأسرة السابعة عشرة وبداية الأسرة الثامنة عشرة فى الجزء الواقع أسفل أرضية معبد الوادى للملكة حتشبسوت يؤكد ما توصلنا إليه من قيام المهندس المعمارى سننموت من غلق للجبانة العتيقة وردمها وتخصيص موقعها لبناء معبد الوادى والطريق الصاعد لمعبد حتشبسوت بالدير البحرى. ومن أهم الأختام التى عثرنا عليها ختم مكسور تبقى جزء كبير من النص المنقوش عليه. يذكر النص أن صاحب الختم يُدعى جحوتى، (غير جحوتى مس السابق ذكره)، وكان هو الكاهن الأول للإله آمون فى عصر الملك أحمس. وهناك عدد قليل من نماذج هذا الختم تم الكشف عنها من قبل، حيث تؤكد المراجع الأثرية أن مقبرة هذا الكاهن لم يتم الكشف عنها إلى الآن، وكان المقترح أنها ربما تكون فى منطقة دراع أبوالنجا، وهى المنطقة الواقعة شمال الموقع الذى أقوم فيه بالحفائر، ومن المحتمل أيضًا أن نكون قريبين من الكشف عن مقبرة ذلك الرجل.

ويُعد الكشف عن عدد من أبيار الدفن من الأسرة السابعة عشرة من أعظم الاكتشافات التى بدأت تثرى معلوماتنا عن تلك الأسرة المكافحة، التى حملت عبء الكفاح المسلح ضد الهكسوس المحتلين. وفى تلك الأبيار وصلنا إلى غرف الدفن الخاصة بأفراد الطبقة الوسطى، وتم العثور على التوابيت، التى تُعرف فى المراجع العلمية بالتوابيت الريشية نظرًا لكون رسوماتها غالبًا ما تصور أجنحة الآلهة، وهى تحيط بالتابوت، وكأنها تحتضن المتوفى، وتصبغ عليه الحماية من مخاطر وأهوال العالم الآخر. ومن تلك التوابيت تابوت لطفل صغير، لا يتعدى طول التابوت المتر الواحد، وقد وُجد مغلقًا، ويلتف حول الرقبة والقدمين حبل يُستخدم كيد أو حمالة لحمل التابوت منه. هذه التوابيت جميعها مصنوعة من الأخشاب المحلية مثل خشب الجميز والسنط، وما عُثر عليه من عتاد جنائزى بسيط للغاية من أقواس وسهام وآلات لغزل النسيج وأوانٍ فخارية وحصر من نبات الحلف. إن بساطة العتاد الجنائزى تعطينا فكرة جيدة عن المستوى المعيشى والطبقى لهؤلاء الذين دُفنوا فى ذلك الجزء من الجبانة، وكذلك تعكس حالة اقتصاد دولة كانت وقتها محتلة ولأكثر من ١٠٠ سنة. والمُلاحَظ فى دفنات الأسرة السابعة عشرة هو كثرة ما يُعرف بالتوابيت النذرية للإله أوزير، وهى توابيت صغيرة لا تتعدى ١٤ سنتيمترًا من الخشب أو الطين، وتحمل نقوشًا نذرية، وأحد هذه التوابيت كُتب عليه بالخط الهيراطيقى أنه من ابن الملك. وفى عدد من دفنات الأطفال التى تعود إلى نهاية الأسرة السابعة عشرة وبداية الأسرة الثامنة عشرة تم العثور على دفنات سطحية لأطفال صغار وبها دمى بسيطة رائعة الجمال من الخار المحروق (التراكوتا)، تمثل كل ما تبقى من عتاد جنائزى لهؤلاء الأطفال.

وفى العام الماضى قمنا بنقل أقدم سرير من الخشب والحصير المجدول يُكشف عنه فى مصر إلى متحف الحضارة لكى يُعرض به نظرًا لأنه أثر نادر وفريد يعود إلى أواخر الأسرة السابعة عشرة وبداية الأسرة الثامنة عشرة. لقد عُثر على السرير ومعه إناء فخارى لشرب الماء داخل حجرة منحوتة فى الجبل، ومدخلها عبارة عن ثلاث درجات سلم منحوتة فى الصخر الطبيعى، ونظرًا لموقع الحجرة عند مدخل الجبانة وعدم وجود أى إشارة لاستخدامها فى الدفن فلقد وصفناها بأنها غرفة لحراس الجبانة الذين يعملون بالتناوب.

وإذا تركنا الأسرة السابعة عشرة وتوغلنا أكثر فى تاريخ الموقع فسوف نتأكد أنه يعود إلى الدولة الوسطى، وذلك بناءً على المكتشفات التى قمنا بها، وأهمها الكشف عن تلك المقبرة الضخمة التى تعود إلى الأسرة الثانية عشرة، وبعد تدمير معبد حتشبسوت الذى كان يخفيها تمت إعادة فتح المقبرة واستخدامها مرة أخرى خلال العصر البطلمى، حيث تمت العديد من أعمال الإضافات وحفر العديد من حجرات الدفن بها حتى صارت المقبرة كقصر التيه. ومن الدفنة الرئيسية بالمقبرة تم العثور على مجموعة مميزة من موائد القرابين الضخمة التى على شكل حدوة الفرس والمصنوعة من الفخار وعليها تجسيد للقرابين التى يرغب فيها المتوفى من لحوم ورؤوس عجول وخبز وجعة. هذه الموائد هى ميزة من مميزات الأسرة الثانية عشرة يعرفها كل أثرى ولا يمكن أن يخطئها. كما تم العثور على قاعدة تمثال واقف لموظف يُدعى مونتو أوسر وعليه نقوش تقديم القرابين.

لا يمكن لأحد أن يتصور المجهود الكبير والتكلفة المرتفعة التى تكبدها المهندس المعمارى سننموت من خزانة الدولة لكى يقوم بتمهيد الموقع وردم جبانة قديمة ضخمة من أجل أن يقوم ببناء معبد حتشبسوت الجنائزى فى ذلك المكان بالذات. كثيرًا ما تحدث علماء الآثار والتاريخ عن أسباب اختيار حتشبسوت لمنطقة الدير البحرى لكى تقيم فيه أعظم معبد جنائزى، ومنهم مَن افترض أن السبب الرئيسى كان رغبتها فى أن تجاور مجموعة مونتوحتب الثانى نب حبت رع، مؤسس الأسرة الحادية عشرة والدولة الوسطى!، ومنهم أيضًا مَن قال إن السبب هو وقوع معبد آمون شرق النيل على نفس زاوية اتجاه (أكس) المعبد. وبعد كل ما عثرنا عليه، فربما كان السبب هو أن جدها أحمس وجدته العظيمة تتى شيرى مدفونان هناك.

فى المقال القادم، بإذن الله، نتحدث عن آثار تلك الجبانة البطلمية الضخمة، التى كشفنا عنها فوق أطلال معبد الوادى والطريق الصاعد للملكة حتشبسوت.

arabstoday

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 05:56 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

برّاج في البيت الأبيض

GMT 05:54 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

المخرج الكوري والسعودية: الكرام إذا أيسروا... ذكروا

GMT 05:52 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

الاستعلاء التكنوقراطي والحاجة إلى السياسة

GMT 05:50 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

مخاطر مخلفات الحروب

GMT 05:48 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

ماذا عن التشكّلات الفكرية للتحولات السياسية؟

GMT 05:47 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أسعار النفط تحت تأثيرات التطورات الجيوسياسية

GMT 05:45 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

إعادة الاعتبار للمقاومة السلمية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كشف أثرى حديث العالم كله 2 كشف أثرى حديث العالم كله 2



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان
 العرب اليوم - عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد
 العرب اليوم - كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 09:03 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

دور مصر الطبيعى!

GMT 09:11 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 08:53 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

اليوم التالي.. الآن!

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك

GMT 03:51 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

اختناقات في نابلس بعد اقتحام قوات الاحتلال

GMT 03:31 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

إصابة 3 فلسطينيين في اعتداءات إسرائيلية شرق قلقيلية

GMT 09:54 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

أحمد السقا يكشف سبب تقديم "العتاولة 2"

GMT 03:28 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن إعادة بناء النظام الصحي لغزة مُعقد

GMT 14:02 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

تركي آل الشيخ يعلق لأول مرة على حفل أنتوني هوبكنز

GMT 10:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

تطوير أدوية مضادة للفيروسات باستخدام مستخلصات من الفطر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab