صناعات آشولية في المملكة العربية السعودية

صناعات آشولية في المملكة العربية السعودية

صناعات آشولية في المملكة العربية السعودية

 العرب اليوم -

صناعات آشولية في المملكة العربية السعودية

بقلم - زاهي حواس

ما زلنا نتحدث عن الاكتشافات الأثرية المهمة التي أعلنت عنها هيئة التراث بالمملكة العربية السعودية، مؤخراً، والتي كان من نتائجها الكشف عن وجود صناعات حجرية آشولية (نسبة إلى حي أشول بضاحية أميان بفرنسا) تؤرخ إلى نحو 200 ألف سنة، والتي تعد حديثة نسبياً عن مثيلاتها في جنوب غربي آسيا مما يدل على الخصوصية الحضارية للجزيرة العربية وتميزها بسمات ثقافية شكلتها الظروف البيئية والثقافية السائدة آنذاك، وأكدت الأبحاث والدراسات ارتباط هذه المواقع الأثرية بنشاطات صناعة الأدوات الحجرية بدلاً من كونها تمثل صناعات معيشية مساعدة لإقامة التجمعات البشرية.
ويعد موقع خل عميشان بالنفود الكبير الذي يقع على أطراف منطقة تبوك، من المواقع الأثرية الفريدة على مستوى الجزيرة العربية، وذلك لاحتوائه على عدة طبقات أثرية تضم معلومات بيئية من فترات تاريخية مختلفة. وقد ضمت الطبقة الأثرية المبكرة في موقع خل عميشان التي تعود إلى نحو 400 ألف سنة، فؤوساً آشولية تعد من أقدم البقايا الأثرية المؤرخة في الجزيرة العربية.
تضم الطبقة التي تعلوها فؤوساً حجرية تميزت بصغر حجمها ويعود عمرها إلى نحو 300 ألف سنة. ويعلو الطبقة أدوات حجرية قد أظهرت أولى دلالات التقنية التصنيعية المعروفة بالليفلوازية التي تم تأريخها إلى 200 ألف سنة مضت. ويلي ذلك طبقتان أثريتان تم تأريخ أقدمهما إلى ما بين 75 ألفاً إلى 125 ألف سنة، والطبقة الأحدث تعود إلى نحو 55 ألف سنة مضت. وقد تميزت الطبقتان بتقنية ليفلوازية مميزة.
استمرت الحضارة الآشولية حتى الفترات السحيقة من أواخر عصر البليستوسين الأوسط (الجليدي الأوسط) التي عاصرتها تقنية الصناعات الموستيرية الليفلوازية (نسبة إلى كهف موستير بفرنسا)، في نهاية فترة الحضارة الآشولية، وتعد هذه الصناعات الحجرية فريدة من نوعها في تقنيتها، ولا تشابه مثيلاتها في شرق البحر المتوسط. وقد تمت دراسة البقايا العظمية واتضح وجود عظام حيوان فرس النهر وحيوانات أخرى من فصيلة الفقاريات. وقد تمكن الفريق البحثي السعودي والأجنبي من تحديد خمس موجات من الهجرات البشرية إلى الجزيرة العربية من أفريقيا، بالإضافة إلى الإعلان عن وجود بحيرة قديمة ضمت طبقات أثرية، وقد زودتنا بمعلومات عن الظروف المناخية التي مرت بها المنطقة. وقد أوصلتنا كل هذه الاكتشافات إلى معلومات دقيقة ومؤكدة عن التاريخ الحضاري للجماعات البشرية في الجزيرة العربية. ومن قام على هذه الأبحاث والاكتشافات فريق بحثي من المراكز العلمية والجامعات العالمية والوطنية بالمملكة العربية السعودية.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعات آشولية في المملكة العربية السعودية صناعات آشولية في المملكة العربية السعودية



GMT 10:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
 العرب اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 10:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
 العرب اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 00:01 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

هل نفد الصبر المصرى من إسرائيل؟

GMT 22:12 2024 السبت ,18 أيار / مايو

مقتل شخص وإصابة 6 في اشتباكات في غرب ليبيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab