موقع الرجاجيل الأثري بالسعودية

موقع الرجاجيل الأثري بالسعودية

موقع الرجاجيل الأثري بالسعودية

 العرب اليوم -

موقع الرجاجيل الأثري بالسعودية

بقلم - زاهي حواس

يقع موقع «الرجاجيل» على بُعد 20 كلم جنوب مدينة سكاكا، التي تعدّ حاضرة منطقة الجوف، ومقرّ إمارتها شمال المملكة العربية السعودية، عند الأطراف الشمالية لصحراء النّفُود الكبير، وذلك على الحافّة الجنوبية الشرقية لوادي السرحان. ونتيجة لما شهدته الجزيرة العربية من أحوال مناخية نتج عنها ظهور البحيرات الطبيعية، والواحات الغنّاء، وانتشار المراعي الواسعة، وذلك في عصورها القديمة، التي كانت عوامل جذب للمجتمعات الرعوية إلى هذه المناطق التي يتوفر فيها كل ما يحتاجه البشر والحيوانات ومختلف الكائنات للعيش والاستيطان في أنحاء الجزيرة العربية. وقد أثبتت الدراسات الأثرية أنّ موقع «الرجاجيل» كان ضمن المناطق التي ازدهرت خلال العصور المطيرة الدافئة.

وكانت المجتمعات البشرية التي عاشت في تلك الفترة تقيم بالقرب من مدافن أجدادهم والأماكن المرتبطة بأسلافهم ومعتقداتهم، فضلاً عن حرصهم على الاستقرار في المناطق التي تتوفر بها مصادر الماء.وقام سكّان الرجاجيل ببناء مساكنهم وآبارهم ومقابرهم، وكانوا يمارسون الصناعة والصيد، كما أظهرت اللقى الأثرية التي كشفت لنا معلومات عن أسلوب حياتهم، وبقايا أدواتهم، بأنّ فترة ازدهار الموقع كانت قبل ظهور الكتابات، وقبل قيام الممالك والدول التي بدأت بالظهور في تلك الفترة في المنطقة، حيث إنّ البشر الذين عاشوا في ذلك العصر كانوا مجتمعات قبلية تتنقل في نطاق جغرافي معين؛ يبحثون عن مواضع تتوفر فيها وسائل العيش لهم ولقطعانهم.

وقد ترك لنا الإنسان الذي عاش هناك ألواحاً حجرية منصوبة، وبعض الآبار، والمنشآت المائية، والمقابر، والرجوم، وغيرها. وقد سُمّي الموقع بـ«الرجاجيل»؛ لأن الأعمدة الحجرية المنصوبة بشكل بارز، والمنتشرة في الموقع تبدو لمن يراها من بعيد وكأنها مجموعاتٌ من الرجال؛ لذا سُمّيت «الرجاجيل»، على أنّ الكلمة صيغة جمعٍ لكلمة رجال باللهجة المحليّة، وهي تسميةٌ حديثةٌ.

يعدّ موقع الرجاجيل مثالاً حياً على المستوطنات التي استقر فيها الإنسان في عصور ما قبل التاريخ، أي ما قبل ظهور الكتابة، كما يعدّ نموذجاً فريداً صمد منذ آلاف السنين حتى يومنا هذا ليعكس لنا شكلاً من أشكال الحواضر التي أقامتها المجتمعات الرعوية قبل مرحلة التحول من عصر المجتمعات القبلية إلى عصر الممالك والدول. من خلال هذا الموقع نستطيع أن نتصور كيف عاش الإنسان في الجزيرة العربية خلال العصر النحاسي، فندرة الرسومات والفنون الصخرية في الموقع وما جاوره دليل على أنه موغل في القدم، وأن الذين عاشوا فيه هم أقدم من الشعوب التي برزت إمبراطورياتهم في عصور ما بعد الكتابة، وبذلك يُعد موقع الرجاجيل أحد براهين العمق الحضاري وقِدم الاستيطان البشري في شمال الجزيرة العربية، ويُلقِي الضوء على نمط حياة الإنسان في منطقة الجوف قبل سبعة آلاف عام.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موقع الرجاجيل الأثري بالسعودية موقع الرجاجيل الأثري بالسعودية



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 05:22 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

تحالفاتُ متحركة

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 04:01 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 13:09 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

بعد 22 عاما محمد سعد يكشف سرّاً عن فيلم "اللي بالي بالك"

GMT 13:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

محمد منير يواصل التحضير لأعماله الفنية في أحدث ظهور له

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك

GMT 09:11 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

GMT 09:12 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عاد ترمب... الرجاء ربط الأحزمة

GMT 09:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

لفائف لا مجلّد

GMT 09:15 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

حماس تخطف اللحظة والصورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab