لبنان الرأي قبل شجاعة الشجعان

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

 العرب اليوم -

لبنان الرأي قبل شجاعة الشجعان

بقلم:مشاري الذايدي

لم يكد دخان ونار التفجيرات الصغيرة في أجهزة النداء القديمة، المعروفة باسم «بيجر» يهدآن، حتى اندلعت موجة نارية جديدة، مستهدفة هذه المرة أجهزة الجوال، وغيرها من الأجهزة.

اتضحت الصورة إذن، فهي هجمة إسرائيلية تكنولوجية، من طراز جديد، تستهدف بالأصالة، أعضاء، بل قواعد، «حزب الله» في لبنان، تاركة خلفها صدمة نفسية رهيبة، ناهيك من آلاف من القتلى والجرحى... ومن الجرحى، كما يتمّ تداوله، السفير الإيراني لدى لبنان، مجتبى أماني، الذي كان يحمل جهاز البيجر الخاص بأعضاء «حزب الله» في لبنان!

هل هناك موجات أخرى؟ وهل ستكون بالطريقة نفسها، تفجير أجهزة شخصية أخرى... مثل ماذا؟ أو ستكون موجات من نوع مختلف، يعقبها هجوم عسكري صريح، على الجنوب اللبناني؟

لا ندري... لكن الأكيد حتى الآن، أن النكاية الإسرائيلية في «حزب الله»، ومن خلفه حتى بعض اللبنانيين الأبرياء، والبلد المنكوب من الطرفين، «حزب الله» وإسرائيل، طبعاً، نكاية مؤلمة لا سابق لها.

هنا سؤال كبير، ماذا عن إيران الحاضنة المغذّية الأولى لـ«حزب الله»، والمستفيدة العظمى منه، بوصفه قطعة عضوية من جسد «الحرس الثوري»... هل اقتصرت النكاية الإسرائيلية عليها في حزبها، وسفيرها لدى لبنان، أو يمكن تكرار هذا السيناريو «الرقمي» في إيران نفسها؟

النائب الإيراني، رضا حاجي بور، قال لوكالة «إيسنا» الحكومية، إنه وجّه تحذيراً مكتوباً إلى الرئيس مسعود بزشكيان، ووزراء الاتصالات والاستخبارات والخارجية والداخلية... بعد هجمات البيجر في لبنان.

أثبتت إسرائيل، شئنا أم أبينا، أن لديها ذراعاً طويلة في المنطقة، وتملك مفاجآت أفصحت عن بعضها، وكتمت الكثير، ولا ندري عن المقبل!

نعيد التذكير بما أوردناه بالأمس عن ميزان القوة الراجح بوضوح لصالح إسرائيل، عسكرياً واستخبارياً وتكنولوجياً، وأن الاعتراف بهذا الواقع، الآن، يوفّر كثيراً من الأسى والضحايا، وإضاعة الوقت في الخطب العصماء.

هل يعني ذلك الاستسلام للإرادة الإسرائيلية، وخاصة في عهد نتنياهو؟ أبداً، بل يعني العودة، للنهج العربي المخلص، في تخليص قضية فلسطين، من استغلال إيران وخلاياها، ومزايدات «حماس» وإخوانها، ومدافع الخطباء الصوتية على السوشيال ميديا، وخلق منظومة ضغط سياسي وقانوني وأخلاقي، عالمية، ضد الامتناع الإسرائيلي، للوصول إلى ميناء السلام... فسلاح الأخلاق والقوة السياسية، أعظم أحياناً، من السلاح العاري، الذي لا تملك فيه إلا نقاطاً قليلة، فيما يملك خصمك التفوق الساحق عليك، أقلّه حتى الآن، وحتى أجلٍ لا نعلمه.

الاعتراف بالواقع، ليس جبناً، بل عقل وشجاعة أيضاً، فأن توصم - ظلماً - بالجبن، وتحمي ناسك وقضيتك، خير من أن توصف بالشجاعة، وتخسر كل شيء.

 

arabstoday

GMT 07:30 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ويْكَأن مجلس النواب لم يتغير قط!

GMT 06:31 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الثلج بمعنى الدفء

GMT 06:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فرنسا وسوريا... السذاجة والحذاقة

GMT 06:27 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

التكنوقراطي أحمد الشرع

GMT 06:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

جدل الأولويات السورية ودروس الانتقال السياسي

GMT 06:23 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ليبيا: لا نهاية للنفق

GMT 06:21 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الصناعة النفطية السورية

GMT 06:19 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

دمشق وعبء «المبعوثين الأمميين»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان الرأي قبل شجاعة الشجعان لبنان الرأي قبل شجاعة الشجعان



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 العرب اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة  بالروسي

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران

GMT 08:44 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشرى تكشف أولى مفاجآتها في العام الجديد

GMT 09:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شهداء وجرحى في قصف متواصل على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab