القلم الذهبي في البدء كانت الكلمة

القلم الذهبي... في البدء كانت الكلمة

القلم الذهبي... في البدء كانت الكلمة

 العرب اليوم -

القلم الذهبي في البدء كانت الكلمة

بقلم : مشاري الذايدي

الأمم لا تحيا بالخبز فقط، بل بمباهج العقل ومُتع الروح، اعتَبِرْ ذلك بقياس قوة الأمم الرائدة في العالم، فلن تجد أمة مستوفية الزعامة والتأثير في العالم، إلا ولها نصيب عظيم في ميدان الثقافة وسوق الأدب، وإلا فإنك واجدٌ من الأمم أمة عسكرية أو زراعية أو صناعية، لكنها دون أثر أدبي وفنّي مستمر عريض وعميق، ستكون في الرُّتب التالية لا المتقدّمة.

عبر التاريخ، كانت هناك صلة وثيقة بين الارتقاء في الإبداع الفكري والعطاء الأدبي، ودعم الدولة وبلاطات الملوك وخزائن النبلاء والأثرياء، تجد برهان ذلك ساطعاً في ديوان المأمون العبّاسي، وفريدرك الثاني الألماني، مثلاً لا حصراً.

قبل أيام، أعلن رئيس هيئة الترفيه في السعودية الرجل المبادر، تركي آل الشيخ، عن جائزة باسم «القلم الذهبي» لإنعاش ودعم الرواية وكتابة السيناريو، وتخصيص جوائز مالية مجزية، وتكوين لجنة من نخبة أدباء وأصحاب خبرة، على رأس هذا المشروع الجميل.

الجائزة تستهدف صناعة زخمٍ تزدهر فيه الروايات الأكثر جماهيرية القابلة تحويلها إلى أعمال سينمائية، مقسّمة على مجموعة مسارات؛ أبرزها مسار «الجوائز الكبرى»، حيث ستُحوَّل الروايتان الفائزتان بالمركزين الأول والثاني إلى فيلمين.

مسار «الرواية» شمل فئات عدة، هي أفضل روايات «تشويق وإثارة» و«كوميدية» و«غموض وجريمة» و«فانتازيا» و«رعب» و«تاريخية» و«رومانسية» و«واقعية».

كما سيحصل أفضل عمل روائي مترجم وأفضل ناشر عربي على جائزة ضمن تنويعة هذه الجوائز.

هذا اتجاه رائع، فوق أنه يثري صناعة الأفلام والمسلسلات والمسرح، ويعود على منتجي هذه الأعمال بمكاسب مادية مجزية، فهو يدعم المؤلف العربي والمبدع، في وقت طغت ثقافة السوشيال ميديا الخفيفة، وضاع فيه المبدعون في الزحام.

أجِلْ بصرَك في تاريخ الأفلام المصرية الخالدة، مثلاً، ستجدها اتكأت على روايات عظيمة لمبدعين كبار، مثل نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وتوفيق الحكيم وطه حسين وإبراهيم أصلان.

افعل ذلك ثانية، ستجد روائع السينما الأميركية استندت أيضاً إلى حائط عظيم من الروايات الخالدة، مثل: «ذهب مع الريح»، و«العرّاب»، و«غاتسبي العظيم»، و«كل شيء هادئ في الجبهة الغربية»، و«المريض الإنجليزي»، وغيرها.

يغمرنا التفاؤل ببزوغ أمل جديد في مساندة الأدب «الحقيقي» المتولّد من قراءة أصيلة ودأب مستمر وتأمل دائم، وتجريب لا يتوقف في فنون السرد وسبر التجارب الإنسانية، خاصة في مجتمع السعودية الذي ما زال بعيداً عن التمعّن في تجاربه وسردياته وحكاياته.

أصالة النص، وفرادة السرد، وصدق الشعور، وعمق التأمل، وقوة الأدوات، هي السبيل الدائم لصناعة سردية سعودية وعربية تنعكس لاحقاً على منتجات السينما والدراما.

خطوة رائعة، وقلمٌ ذهبي مُنتظر، ليكتب الكلمة، فـ«في البدء كانت الكلمة»!

arabstoday

GMT 05:53 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

المقدِّمة ألغت الألعاب

GMT 05:49 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

الآن أعينكم على نتنياهو

GMT 05:46 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

فى انتظار كامالا هاريس!

GMT 05:40 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

الإسقاط على «يوليو»

GMT 05:16 2024 الأحد ,28 تموز / يوليو

«المتحدة» واستعادة دولة التلاوة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القلم الذهبي في البدء كانت الكلمة القلم الذهبي في البدء كانت الكلمة



ميريام فارس بإطلالات شاطئية عصرية وأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:07 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

غارة إسرائيلية على أطراف بلدة مركبا فى لبنان

GMT 16:01 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

ارتفاع التضخم في أمريكا خلال يونيو الماضي

GMT 13:19 2024 الجمعة ,26 تموز / يوليو

محمد ممدوح يكشف عن مهنته قبل التمثيل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab