ود الزين والسودان «فإذا رميتُ يصيبني سهمي»

ود الزين والسودان... «فإذا رميتُ يصيبني سهمي»!

ود الزين والسودان... «فإذا رميتُ يصيبني سهمي»!

 العرب اليوم -

ود الزين والسودان «فإذا رميتُ يصيبني سهمي»

بقلم - مشاري الذايدي

حين تُصابُ السياسة بالعُقم، وتعجز ماكينة الدبلوماسية عن الدوران وإنتاج «القماش» الصالح لرتق ثقوب الدولة والسلم في السودان، يأتي الفنُّ وتدلف الشاعريات والمشاعر لتمسحَ بيدها الحانية على جراح السودان وترقأ دموع السوداني، وتنشر غصون الأمل على شمس الحياة المشرقة.

قبل أيام طالعتنا الأخبار عن أغنية لشابٍّ سوداني معروف باسم «ود الزين» على طريقة أهل السودان اللطيفة في الأسماء والألقاب، احتفى بها السودانيون على مسارح السوشيال ميديا، وحقّق مقطع الأغنية رواجاً كبيراً، منذ انطلقت الأغنية على منصة «تيك توك» العجيبة في دنيا العجائب.

مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في السودان تداولوا فيديو الأغنية على «تيك توك»، الذي يظهر فيه الفنان السوداني الشاب ود الزين يغني أغنية «صباح انتباهك»، التي تدعو إلى وقف التناحر والسلام.

بلغت مشاهدات الفيديو أكثر من مليون مشاهدة، الأسبوع الماضي فقط، حسب «راديو دبنقا»، كما جاء في خبر «العربية نت».

ود الزين عبّر عن سعادته بالتفاعل الذي قوبلت به الأغنية، خاصةً أن الأغنية تتحدث عن أهمية التسامح والسلام، وتلبي رغبة السودانيين في أن يصبح السلام دائماً بين أهل السودان. وذكر ود الزين في حديث لـ«العربية نت» أنَّ الأغنيةَ من كلمات الشاعر سفيان جنو، وتم إنتاجُها بعد اندلاع الحرب الطاحنة في السودان.

هذا الشابُّ السوداني ينتمي، كما جاء في التقرير، لأسرةٍ فنّية متشعبة، وهو اختار أسلوب موسيقى «الريغي» متبعاً خطوات أسطورة الريغي، بوب مارلي، لكن بطريقة لا تجافي ذائقة المستمعين في السودان المجبولة على السلم الموسيقي الخماسي... وكلنا نعلم حجم أثر الأسطورة بوب مارلي على ذائقة أجيال من الشباب قديماً وحديثاً، وهو الذي تميّز بهوية فنّية خاصة، ومظهر أكثر خصوصية، ورسائل سياسية ذات طابع متمرد وثوري.

المهم في صاحبنا ود الزين أنَّه بعيداً عن شكل البوب مارلي متمردٌ على واقعٍ سوداني تعيس اليوم - ونعم التمرد هذا - حين يقتل السوداني أخاه السوداني، وتنتحر خريطة السودان بخناجر أبنائه، ويسيل دمُه الزكي على مذبح السلطة العمياء، فلا كاسبَ هنا إلا البؤس والعتمة!

سوداني يقتل سودانياً، هذه هي الخلاصة، كما ذكرتُ سابقاً، دع عنك دورَ الخارج، شرقياً أم غربياً، عربياً أم أعجمياً، مسلماً أم غير ذلك، ففي الجوهر، أنت أيها الإنسانُ السوداني في طرفي الصراع، بين جماعة البرهان وجماعة دقلو، السافكُ الأول لدم أمِك ووالدِك الصبور... السودان.

هل الحل أن ينتفضَ بقية أهل السودان على هؤلاء، ولكن بأي طريقة، بالقتال؟! معنى ذلك أنَّهم يفعلون مثلهم، إذا ليكن التمرد بالأخلاق وإيقاظ الضمير وهدير الفنّ... لعل وعسى.

قال الشاعر العربي القديم الحارث بن وعلة، وهو يصف مأساتَه مع قومه الذين آذوه أيَّما أذى، وقتلوا أخاه أميم

قومِي هم قتلوا أُمَيمَ أخي... فإذا رميتُ يُصِيبنِي سهمي

فلئن عَفَوْتُ لأعفونْ جَللاً... وَلَئِن سطوتُ لأوهِننْ عظمي!

arabstoday

GMT 00:32 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

حاذروا الأمزجة في الحرّ

GMT 00:29 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

نعم لغزة وفلسطين ولا للميليشيات

GMT 00:27 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

الحج بين المثوبة والسلامة

GMT 00:23 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

بوتين وكيم جونغ أون... والنظام الليبرالي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ود الزين والسودان «فإذا رميتُ يصيبني سهمي» ود الزين والسودان «فإذا رميتُ يصيبني سهمي»



درّة تتألق بفستان من تصميمها يجمع بين الأناقة الكلاسيكية واللمسة العصرية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:30 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

عرض فساتين وإكسسوارات الأميرة ديانا في مزاد علني
 العرب اليوم - عرض فساتين وإكسسوارات الأميرة ديانا في مزاد علني
 العرب اليوم - مزايا وعيوب الأرضيات الإيبوكسي في المساحات الداخلية
 العرب اليوم - هنية يؤكد أن أي اتفاق لا يضمن وقف الحرب في غزة "مرفوض"

GMT 00:37 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

أحمد عز مع سيد رجب للمرة الثانية على المسرح
 العرب اليوم - أحمد عز مع سيد رجب للمرة الثانية على المسرح

GMT 10:13 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

لافروف يُحذر من استمرار حرب غزة وامتدادها إلى لبنان
 العرب اليوم - لافروف يُحذر من استمرار حرب غزة وامتدادها إلى لبنان

GMT 12:19 2024 الأربعاء ,26 حزيران / يونيو

"غوغل" تتيح المركبات ذاتية القيادة للعامة في أميركا
 العرب اليوم - "غوغل" تتيح المركبات ذاتية القيادة للعامة في أميركا

GMT 14:29 2024 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

الإفراط في تناول الفلفل الحار قد يُسبب التسمم

GMT 00:29 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

نعم لغزة وفلسطين ولا للميليشيات

GMT 03:16 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

جولة في مطار بيروت لتفنيد تقرير تلغراف

GMT 06:07 2024 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

الأهلي يعلن فوزه في مباراة القمة رسميًا

GMT 15:54 2024 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

غوغل تجلب الذكاء الاصطناعي إلى طلاب المدارس

GMT 14:45 2024 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

أسماك القرش تُودي بحياة ممثل أميركي في هاواي

GMT 07:46 2024 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

إصابة خطيرة لفارغا لاعب منتخب المجر في يورو 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab