خسارة «الإخوان» الحقيقية

خسارة «الإخوان» الحقيقية

خسارة «الإخوان» الحقيقية

 العرب اليوم -

خسارة «الإخوان» الحقيقية

بقلم - سوسن الشاعر

مصيبة إن كان «الإخوان» يعولون على عودة «طالبان» كبارقة أمل تحيي مشروعهم الذي تهاوى في العالم العربي، ولم يعد باقياً من معاقله إلا بؤر مخلخة إلى حد الوهن.
سقوط «حزب العدالة والتنمية» في المغرب على سبيل المثال، وهو آخر معاقلهم في المغرب العربي، جاء عبر الصناديق الانتخابية، أي أن من لفظهم هم الناس المجتمع القاعدة والحاضنة الشعبية، تلك هي خسارتهم الحقيقية التي يجب أن يعوها، ولن «يصلح العطار ما أفسده الدهر»، سواء كان ذلك العطار «طالبان» أو غيرها.
فرغم أن الحزب أخذ كامل حقه وفرصته، إذ اكتسح السلطة التشريعية، وشكل الحكومة، ولم يتعرض لخيانة أو انقلاب، إنما خسارته لمائة مقعد في الانتخابات البرلمانية ما هي إلا دليل قاطع لخسارته لقاعدته الشعبية، ودليل على أنه فشل في التعاطي مع استحقاقات «الدولة»، فهو لا يملك هذا المشروع، ولم ينجح في التعايش والتوافق مع بقية مكونات المجتمع كبقية أفرعه، ولم ينجح حتى في إدارة الخدمات التي ساءت أبان توليه السلطة في كل موقع وصل فيه، فلا يسيء «الإخوان» تقدير الأمور ويصدقون أنهم سقطوا بسبب قبول الحزب للتطبيع مع إسرائيل كما يروجون.
تهاوت القلاع «الإخوانية» كأحجار الدومينو في دولنا العربية الواحدة تلو الأخرى، فمن بقي لهم؟ وماذا بقي لهم؟
حتى أجهزة الاستخبارات الغربية التي تحالفت معهم فشلت في نفخ الروح في فلولهم، فكلما رقعوا جزءاً ممزقاً انهار الجزء الآخر، لأنهم لم يعوا الحقيقة المرة، والسبب الأهم الذي هزمهم، إنها «الحاضنة الشعبية»، ركيزتهم وزادهم وزوادهم، هي من تخلى عنهم، وتلك هي أم هزائمهم.
الحقيقة المرة التي على «الإخوان» أن يواجهوها، أنه لا الجيوش ولا القمع السلطوي من أسقطهم، بل قواعدهم الشعبية، ثورة التوانسة عليهم دليلٌ، ومن قبلهم ثورة المصريين وكذلك السودانيين واليوم يقول المغاربة رأيهم، فهوت قواعدهم إلى 12 مقعداً فقط، هزيمتهم الحقيقية هي خسارتهم لحاضنة الشعبية، وهي أكثر إيلاماً من خسارتهم لمقاعدهم الانتخابية.
إن البناء الفكري في القواعد الشعبية، الذي استغرق السبعين عاماً، هو ما انهدم، انفض القوم من حولهم فعلاً، الانبهار بطرحهم، ربطهم بالإسلام، احتكارهم الماركة الإسلامية، كل ذلك تعرض لضربات قاسية، عنادهم وقلة خبرتهم وغرورهم السياسي أضاع منهم حتى الفرص التي اقتنصوها، نفر الناس من حولهم، زخم الربيع العربي كان فرصتهم الذهبية لوصولهم للسلطة، بعد أن تضافرت لهم كل العناصر، بما فيها الدعم الخارجي والتمويل، ولم يدركوا حجم المسؤولية التي كانت عليهم، تهافتهم على السلطة أعماهم، لذلك فإن تراجع شعبيتهم وثورة الناس عليهم هم سببها، وهي قاطع الأمل الأخير، فهذا البناء الذي استغرق سبعة عقود هدموه خلال عقد واحد مر على الربيع العربي ليهدم من أساسه.
لذلك فإن تهليلهم لعودة «طالبان» دليل على أنهم لم يتعلموا الدرس ولم يتعظوا، فدون القاعدة الشعبية لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً، فحتى إيران التي حصلت على ذات الفرصة، وأسست لها قواعد شعبية في عالمنا العربي عبر الآيديولوجيا والتلاعب بالورقة الدينية كـ«الإخوان»، اضطرت بعد عشر سنوات أن تحتفظ بمناطق نفوذها بقوة السلاح والتهديد فقط، فلولا سلاح «حزب الله» وسلاح الحوثي وسلاح بعض فصائل «الحشد الشعبي» لما نجحت إيران بالبقاء في تلك المناطق، فثورات الحاضنة الشعبية على عملاء إيران هي السمة الغالبة الآن على الحاضنة العربية «لمبادئ» الجمهورية الإيرانية التي صدرتها، لذلك فحتى لو فكرت «طالبان» أو غير «طالبان» بتقديم أي دعم لهذه الجماعات في دولنا مرة أخرى، فإنها لن تستطيع أن تقدم «ثورات» بقيادات دينية، هذه الورقة احترقت، إذ لا سبيل أمامها إلا بالسلاح، فهل ما زال بين «الإخوان» فلول تصدق أنها قادرة على إحياء العظام وهي رميم؟

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خسارة «الإخوان» الحقيقية خسارة «الإخوان» الحقيقية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab