قال من روى عمن سمع عمن حضر

قال من روى عمن سمع عمن حضر

قال من روى عمن سمع عمن حضر

 العرب اليوم -

قال من روى عمن سمع عمن حضر

بقلم - سمير عطا الله

في غياب إلياس رحباني «ثالث الأخوين» يغيب أحد العناوين الأخيرة من ذلك اللبنان المتنوع الذي جعل من عاصمته شريكة أساسية لمصر في بعض أضواء الزمن الجميل. ولست أنا من يقول ذلك، ولا بعض الشوفينيين اللبنانيين الذين بالغوا في أمورنا حتى أضحكوا الناس. الذي قال ذلك كان رجلاً يدعى جمال عبد الناصر. ولست أجد شهادة لبيروت أفضل من شهادته كما نقلها أمينه ورفيقه محمد حسنين هيكل إلى يوسف القعيد في كتابه (دار الشروق) «محمد حسنين هيكل يتذكر: عبد الناصر والمثقفون والثقافة». سوف أنقل هنا بالحرف كلام هيكل نقلاً عن عبد الناصر فيما تزول أنوار بيروت ويغيب دورها وتفقد هذه المدينة الجميلة ذات يوم حيويتها، تحت ثقل الفشل السياسي والاقتصادي والأخلاقي:
«طول عمره ما أحب قراءة الملخصات، ولكنه لم يكن يقرأ كل الصحف: أولاً، كان في الصباح الباكر يرى الصحف المصرية. ثانياً، وقت الظهر تكون قد وصلت صحف وجرائد العالم العربي، خاصةً صحف بيروت. ثالثاً، ليلاً تكون وصلت الصحف الخارجية».
«هذا هو نظامه اليومي مع الصحافة المصرية والعربية والعالمية، الصحف المصرية صباحاً، يراها مع الإفطار، ولأنه لم يكن ينام بعد الظهر، كان فقط «بيتمدد» وهو صاحي، وكان يأخذ معه الصحف القادمة من بيروت، وهو يعلم توجهات بعضها. في الليل، قبل النوم، كان يقرأ الصحف القادمة من إنجلترا أو من أميركا».
«عبد الناصر كان عنده إعجاب حقيقي بفيروز، لم يكن يستطيع أن يخفي إعجابه بفيروز ووديع الصافي. كانت هناك أصوات كان يسمعها ويحبها بدون حدود. كان من أمنياته أن يكون عندنا هنا في مصر لون من الغناء، الذي هو لون فيروز ووديع الصافي، حيث صوت الجبل. كان يحلم بوجود هذا الصوت في مصر. وقد حدث أن سمع جمال عبد الناصر، بالصدفة البحتة، عفاف راضي وهي تغني».
«كان من عادة جمال عبد الناصر عندما كان يسافر إلى خارج مصر، أن يفتح الراديو على القاهرة دائماً. ويومها لفت جمال عبد الناصر نظري إلى صوت عفاف راضي. قال لي إنها موهبة. صوتها فيه حاجة وعينة من فيروز، ولو أن أحداً اهتم بيها في الإذاعة. ووفروا لها ملحنين كويسين، يمكن تصبح عفاف راضي فيروز أخرى. فأرجوك تهتموا بيها. ثم عدنا وحدثت أمور أخرى وجدت ظروف مغايرة».
«كان جمال عبد الناصر معجباً بوديع الصافي. كان يرى أنه صوت فيه قوة الجبل، وعذوبة الترتيل الكنسي الذي يكون له إيقاع ورنين. كان جمال عبد الناصر يعتبر أن هناك مركزين للحيوية الفكرية والفنية في الوطن العربي: القاهرة وبيروت».
«كان جمال عبد الناصر يعتقد أن الشام تصب في بيروت في النهاية، وأن الأردن والخليج تصب في بيروت، وأن شمال أفريقيا ووسط أفريقيا وجنوبها والسودان تصب في القاهرة. إن تفاعل وتلاقي العاصمتين مع بعضهما، كان في اعتقاده يمكن أن يحدث المعجزة، ولذلك كان يحب أشياء كثيرة لبنانية».

 

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قال من روى عمن سمع عمن حضر قال من روى عمن سمع عمن حضر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab