أجل هنا بغداد

أجل... هنا بغداد

أجل... هنا بغداد

 العرب اليوم -

أجل هنا بغداد

بقلم - سمير عطا الله

مرَّت المشاهد مفاجئة وهادئة ورصينة على الشاشة: وزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، رئيس وزراء الكويت صباح الخالد، رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون. خطابات جميلة من بغداد، ومضيف يوحي بالثقة والطمأنينة والهدوء. ويا له من مشهد نادر على شاشات العرب، حيث لا تزال العلاقات تُقطع عبر الحدود المشتركة والثقافة المشتركة والتراب الواحد.
غيّر الدكتور مصطفى الكاظمي هذا الوتر الحزين. هذه بغداد الآملة تحيّيكم والآفلة تودّعكم. تأمّلْ الصورة جيداً وتذكّرْ قممها الماضية: لا عبد الكريم قاسم، لا عبد السلام عارف، لا صدام حسين. لا دعوات لقطع العلاقة مع مصر. لا دعوات لعزلها. لا خطط لاحتلال الكويت. لا هجوم على سوريا ومنظمة التحرير وياسر عرفات... هذه بغداد الأخرى. بالأمس عاد الكاظمي من السعودية وتحدث إلى عاهل الأردن وتبادل التهاني مع الرئيس السيسي. رجاءً أن تعاود الابتسام، أنت في بغداد. عاصمة تحاول العودة إلى نفسها وإلى شعبها وإلى تلك الحياة التي اعتادتها قبل أن يفتح الزعيم الأوحد باب المذابح والانقلابات والمشانق في الساحات فوق رؤوس المتنزهين، والسحل وبرقيات «اسحلوهم حتى العظم».
جاءكم رجل عاقل وطيب وهادئ يريد استعادة هدوء العراق ووحدته والعلاقة الحسنة مع الجوار. ولا يريد الحرب على إيران، وغزو الجيران، والعودة إلى العصور العباسية، وإلى أيام الأمويين والعباسيين. يريد المستقبل. والمستقبل يبعد ألف عام عن الفتن والتخلف وثقافة الغزو والسبي وقتل الرفاق.
رجل ذو أحلام عادية في العراق. وذو خطاب بسيط. وليس مَن تعرف البطحاء وطأته. لا يشعر بوطئته أحد. لكن الجميع أخذ يشعر أنه جاد وهو صادق في السعي إلى مصالحة كبرى في الداخل، وسياسة حياد وتوافق في الخارج. والجميع وثقوا به وصدّقوه.
ربما تنطلق من بغداد مصالحة عربية كبرى بعدما انطلقت منها غير مرة دعوات العزل والخصام وقطع العلاقات واللغة الصلفة في مخاطبة العرب. طبعاً لم تكن تلك لغة العراقيين، بل لغة الذين مرّوا بالحكم من متألهين صغار ومتغطرسين وقساة. وهي الطبقة التي طرأت على العالم العربي، وقلبت حياته، ودمّرت مستقبل أجياله، وهجّرت بنيه في أصقاع الأرض. وخصوصاً شباب العراق الذين يبنون في أوطان الآخرين بينما وطنهم من مغامر إلى مقامر.
كانت صورة القمم من بغداد تأتي وعليها صور رجل متشاوف يعتمر قبعة عالية، ويحمل بندقية يطلق منها الرصاص في الهواء، ومن حوله ولديه. صورة مختلفة تماماً اليوم. رجل دولة ومن حوله رجال دولة آخرون.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجل هنا بغداد أجل هنا بغداد



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة
 العرب اليوم - كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صبحي يواجه أزمتين قبل نهاية العام ويكشف تفاصيلهما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab