سلام دون انتصار

سلام دون انتصار

سلام دون انتصار

 العرب اليوم -

سلام دون انتصار

بقلم - سمير عطا الله

مرّ عامان على الحرب الروسية في أوكرانيا. كان فلاديمير بوتين يتوقع أن يحسمها في ثلاثة أيام. والأميركيون كانوا يحسبون أنه سوف يخسرها في ستة أشهر. وبعد عامين أظهرت الحرب خاسرين معلنين، هما بوتين وفولوديمير زيلينسكي، الذي أعلن أن بلاده خسرت 31 ألف عسكري حتى الآن.

ما زال الوقت مبكراً على إحصاء كامل الخسائر. لكنَّه ليس مبكراً على القول إنَّه لن يكون هناك رابح في أعنف حرب أوروبية منذ الحرب اليوغوسلافية. ففي نهاية المطاف هي حرب أميركية روسية، وأوروبية - روسية. والأميركيون قد يملون قريباً ويتركون حلفاءهم في العراء كالعادة، بداعي ضغوط الكونغرس، والأوروبيون قد يتراجعون خوفاً من أضرار الانفجار الكبير، والروس سوف يكتفون بانتصار سلبي - أي هزيمة أوكرانيا - بعدما تكبدوا من خسائر وهزائم جعلتهم يلجأون إلى المرتزقة بسبب تضعضع الجيش الروسي، المظفر سابقاً في الحروب العالمية والإقليمية، ثم المنهزم في أفغانستان.

تغيرت على هامش الحرب وقائع كثيرة، وإلى الأمد، بسبب إظهار روسيا نواياها في أوكرانيا. السويد انضمت إلى الحلف الأطلسي متخلية عن حيادها التاريخي. وفنلندا طلبت الانضمام إليه، معلنة خوفها من نوايا الجار الروسي، الذي ينفض عنه الثلج مثل دب القطب، استعداداً للهجوم. ودول البلطيق لا تتردد في إعلان مخاوفها (وعدائها) من المحتل الروسي السابق.

حروب مؤجلة وأحقاد كامنة بين رفاق الأمس، في لحظة الحقيقة. من أجل التبسيط يجب القول إن هذه الحرب وكلفتها الرهيبة مسؤولية رجلين: فلاديمير الروسي وفولوديمير الأوكراني. الأول استضعف خصمه، والثاني استقوى نفسه. الأول ظن أن عدوه سيظل بلا حلفاء، والثاني اعتقد أن حلفاءه سوف يؤمِّنون له النصر على العدو المشترك.

لكن الحروب المشابهة لا انتصار فيها. ليس فيها سوى خسائر هائلة، وهزائم للجميع. وأقدار تتغير. كان فولوديمير زيلينسكي يمثل على التلفزيون دور رئيس الجمهورية في مسلسل مضحك. وفي الانتخابات اختاره الشعب رئيساً حقيقياً. لكن الفرحة لم تدم طويلاً. سرعان ما انقض جاره الروسي على أوكرانيا يريد استعادتها.

كانت النتيجة بحيرة واسعة من الدماء في أوروبا. وحرب باردة مليئة بالأسلحة. ومدن تُدمّر ثم يعاد تدميرها. وإذ انفجرت إلى جانبها حرب غزة، أخذت مؤسسات الأمن الدولية تنوء بحملها وتنهار.

الحرب في أوروبا ليست كما في غيرها. هنا جيوش متطورة، ونفوس متخلفة تتكدس فيها قرون القتل وتلال الجماجم. وفي المقابل أميركا في أسوأ ضياع سياسي. لا قوة معنوية تحسم فيها حرب أوكرانيا، ولا قوة عسكرية تساعدها على صدّ الخسائر المتتالية، ومعركتها الانتخابية تضعها في حالة شلل.

كان الرئيس الأميركي يتحدث دائماً عن مبدأ «السلم دون انتصار». ويبدو أن هذا هو الحل مرة أخرى أمام كبرياء «الفلاديميريين». إذ لو أعلن انتصار روسيا اليوم، سوف لن ينسى شعبها أنه خسر طوال عامين أمام دولة كانت فرعاً منه.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلام دون انتصار سلام دون انتصار



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو
 العرب اليوم - الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab