ممَّ يخاف المعلمون
الجيش الأوكراني يعلن إسقاط 35 طائرة روسية مسيّرة من طراز "شاهد" من أصل 65 أطلقتها روسيا في هجوم في الليل وصباح اليوم أنباء عن اندلاع حريق في مستودع نفايات مصفاة لشركة "مارون" للبتروكيماويات بإيران وزارة الخارجية اللبنانية تتقدم بشكوى لمجلس الأمن ضد خرق إسرائيل للقرار 1701 وإعلان وقف الأعمال العدائية زلزالان بقوة 4.7 درجة يضربان بحر إيجه غرب تركيا الجيش السوداني يفرض حصارا على شرق النيل قبل توغله بالخرطوم تقلبات جوية متوقعة في السعودية اليوم مع سحب رعدية ورياح نشطة وفد إسرائيلي يتوجه إلى الدوحة نهاية الأسبوع بعد لقاء نتنياهو مع ويتكوف ووالتز لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة قوات الاحتلال تعتقل شابين وستة أطفال خلال اقتحام بلدة بيتونيا ومخيم الجلزون في رام الله تركيا تعلن عن وصول 15 أسيرا فلسطينيا تم الإفراج عنهم في صفقة التبادل كجزء من المرحلة الأولى لاستقبال المبعدين من غزة مايكروسوفت تسرّح موظفين في جولة جديدة من التسريحات
أخر الأخبار

ممَّ يخاف المعلمون؟

ممَّ يخاف المعلمون؟

 العرب اليوم -

ممَّ يخاف المعلمون

بقلم - إنعام كجه جي

 

صباح أول من أمس، تعرض مدرّس فرنسي لطعنة قاتلة. مات في التو. وجاء في الأخبار أن القاتل شاب شيشاني كان طالباً. اقتحم المبنى شاهراً في كل يد سكيناً، قتل شخصاً وجرح اثنين آخرين. وخلال ساعات انتقلت فرنسا الرسمية كلها إلى موقع الحادث في أراس. بلدة شمالية صغيرة يعيش سكانها من الزراعة وقد اشتهر أجدادهم بنسج القماش.

في مثل هذه التجمعات الصغيرة، يمكن لحادثة قتل أن تشغل البلدة كلها، خصوصاً إذا كانت الضحية طبيب القرية أو عمدتها. ويتضاعف القلق حين تتوجه السكين إلى صدر معلم المدرسة الثانوية فيها. إن المعلمين جديرون بالاحترام والتبجيل. «كاد المعلّم أن يكون رسولا». فأي زمن هذا الذي ينزع عن أهل العلم هيبتهم؟

صاح القاتل «الله أكبر» وبحث عن معلم التاريخ ونفّذ جريمته. كانت أجهزة وزارة الداخلية كلها مستنفرة لمثل هذا النوع من ردود الفعل منذ انفجار الوضع في غزة. ردة فعل بائسة لأنها استهدفت رجلاً أعزل لا ناقة له في فلسطين المحتلة ولا جمل. إن أسوأ ردات الفعل هي تلك التي تصدر عن جهل وتعصب.

في المقابل، ترتفع اليوم أصوات مثقفين عرب في فرنسا يرفضون أن يتحول نداء «الله أكبر» الذي يرفعه المسلمون خمس مرات كل يوم في صلواتهم، إلى شعار للقتل والطعن وسلب أرواح الأبرياء.

يأتي قتل المعلم في ذكرى اغتيال معلم آخر لسبب طائفي. جريمة مماثلة نفذها طالب شيشاني أيضاً، ذبح فيها أستاذه في الشارع أمام المدرسة. لم يأت القاتل مجرماً من بلده. جاء صغير السن، دون العاشرة. اختلط بالمجتمع الفرنسي ثم انفصل عنه. تلقفته عقول مريضة زرعت فيه سموم الكراهية ونبذ الآخر. تعلم التطرف في ضواحي المدن الكبرى وأحزمة الفقر. أصبح الشاب الجاهل قنبلة موقوتة مهيأة للانفجار عند أي احتكاك.

ستنشر وسائل الإعلام أن القاتل مسلم واسمه محمد. وستنتفخ أوداج الفرنسيين في أقصى اليمين من هول ما يسمعون: ألم نقل لكم؟ ألم نحذركم من خطر الهجرة؟ ألم تفهموا أنهم يريدون تدمير ثقافتنا وتغيير أنماط حياتنا واستباحة نسائنا؟

يبحث العنصري عن حجة تسند مواقفه. ويأتي من أبناء المهاجرين من يهديه هذه الحجة. أما الشرطة التي قبضت على القاتل وباشرت استجوابه فإن عليها أن تبحث عن رأس الخيط. عن جهات تشتغل لتخريب العقول، دافعة الصغار إلى السقوط في الفخاخ.

قبل أيام نزل إلى المكتبات كتاب بعنوان «المعلمون خائفون». المؤلف، جان بيير أوبان، مفتش سابق في وزارة التربية. يروي من خلال تجربته ما لاحظه من تراجع كثير من المربين عن الدور الذي قاموا به، عبر أجيال، لتعليم الناشئة أسس التفكير الحر قبل مناهج الجغرافيا والرياضيات. كانت المدرسة الحكومية في فرنسا هي الراعية الأمينة لمبادئ الجمهورية. فماذا يبقى من الحرية إذا كبّل الخوف المعلمين؟

ينقل الكتاب شهادات لأساتذة يجدون حرجاً في تدريس مفهوم العلمانية. ومديرات مدارس يغضضن الطرف عن أعذار تتقدم بها تلميذة لإعفائها من درس الرياضة البدنية. ومعلمين يترددون في منح طلاب معينين علامات ضعيفة لكي لا يتهموا بالعنصرية والتمييز.

جاء في استطلاع للرأي قامت به مؤسسة «إيفوب» أن معلماً من اثنين يمارس الرقابة الذاتية على ما يتفوه به داخل قاعة الدرس. وليس المعلم وحده من يخشى تعليم طلابه ما يوسّع من مداركهم. هناك طلاب يخافون التعبير عما يشغلهم ويبتلعون ألسنتهم قبل طرح أسئلة الوجود.

يحدث هذا في فرنسا. قبلة حرية الفكر.

arabstoday

GMT 20:15 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أكتوبر والنصر المحسوب

GMT 10:16 2024 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

الانتخابات يوم والمحبة دوم

GMT 18:35 2024 السبت ,11 أيار / مايو

نتنياهو مستمر في رفح .. إلا إذا…!

GMT 02:19 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: الليدي «الساحرة»

GMT 22:11 2024 الأحد ,17 آذار/ مارس

ما بعد التعويم ؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ممَّ يخاف المعلمون ممَّ يخاف المعلمون



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة
 العرب اليوم - نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

سهر الصايغ تكشف الصعوبات التي تواجهها في رمضان
 العرب اليوم - سهر الصايغ تكشف الصعوبات التي تواجهها في رمضان

GMT 03:57 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

الرياض تحتضن دمشق

GMT 07:34 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

زلزالان بقوة 4.7 درجة يضربان بحر إيجه غرب تركيا

GMT 10:15 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

مي عمر تسأل الجمهور وتشوّقهم لـ"إش إش"

GMT 05:35 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

هزة أرضية بقوة 6.2 درجة في إندونيسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab