الذين يتزاحمون عليه

الذين يتزاحمون عليه

الذين يتزاحمون عليه

 العرب اليوم -

الذين يتزاحمون عليه

بقلم - سليمان جودة

لايزال ركن الحج فريدًا من نوعه بين بقية أركان الإسلام الخمسة، لأنه الوحيد بين الخمسة الذى يتطلب من المسلم أن ينتقل من مكان إلى مكان ليؤديه.

وهو يحتاج إلى أن تؤخر العقل وتقدم القلب وأنت تؤدى طقوسه، لأن الطقوس فيه تخاطب الوجدان فى الأعماق، ولا تضع حسابًا لاعتبارات العقل وتقفز فوق مقاييسه.

ومنذ البداية كان الرسول، عليه الصلاة والسلام، ينبه إلى أن الحج مشقة، وأن مشقته ليست فى الانتقال من حيث يقيم المسلم إلى مكة المكرمة وفقط، ولكن المشقة هى فيما يؤديه الحاج هناك متنقلًا بين عرفات وغير عرفات بدءًا من يوم التاسع من ذى الحجة، ثم فى هذه التجربة الروحية من أولها إلى ختامها.

والثابت أن النبى الكريم كان يقطع المسافة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة فى أسبوعين، وهذه المسافة ذاتها يقطعها الحاج هذه الأيام فى نصف ساعة إذا أخذ الطائرة، وفى أربع ساعات إذا اختار البر طريقًا بالسيارة أو بالقطار.

وعندما التفت الرسول بوجهه مرات عن الرجل الذى جاء يسأل عما إذا كان الحج واجبًا فى كل سنة أم أنه مرة واحدة، كان نبى الإسلام يريد أن يخفف عن القادمين من بعده فى طريق هذا الدين السمح، ولم يكن يريد أن يجعل الأمر عليهم صعبًا، ولكن السائل ظل يُلح ويواصل السؤال، فلم يكن أمام الرسول سوى أن يتوجه إليه ويقول: لو قلت نعم لوجبت.. وما استطعتم.

وهذه الكلمة الأخيرة تدل على أن الحج رحلة صعبة فى حد ذاتها، وأنه لا أحد يستطيع أن يكررها فى كل سنة، وأن أحدًا لو فعل فلن يكون ذلك فى طاقته.. ومع ذلك لايزال بيننا مَنْ لا يأخذ بنصيحة النبى الكريم، ولايزال بيننا مَنْ يحج فى كل عام، وكأن ما قيل للسائل لا ينطبق عليه.

وربما يكون هذا سببًا من الأسباب التى جعلت الحج فوق قدرة الفقير، وجعلت آماله فى أن يحج تنحسر وتكاد تنعدم تمامًا.

لم يعرف عهد النبوة سيارة ولا طيارة، وكان الحج شاقًا فى ذلك الوقت بمثل ما هو شاق اليوم فى وجود السيارة والطيارة، ولكن المقتدرين الذين يتزاحمون عليه لا يريدون أن يروا مشقته، وإذا رأوها فإنهم يُنكرونها.

ولو شاؤوا لأخذوا خطوة إلى الوراء، ولأنصتوا إلى ما نصح به النبى، ولكانوا قد قدموا بدلًا منهم الذين يعيشون على أمل أن يزوروا الكعبة والروضة الشريفة، ولكن المال فى جيوبهم لا يسعفهم ولا يتجاوب مع هذا الأمل.

arabstoday

GMT 10:16 2024 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

الانتخابات يوم والمحبة دوم

GMT 18:35 2024 السبت ,11 أيار / مايو

نتنياهو مستمر في رفح .. إلا إذا…!

GMT 02:19 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: الليدي «الساحرة»

GMT 22:11 2024 الأحد ,17 آذار/ مارس

ما بعد التعويم ؟!

GMT 02:10 2024 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

الطبقة الوسطى... هواجسها وسواكنها

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذين يتزاحمون عليه الذين يتزاحمون عليه



منى زكي في إطلالة فخمة بالفستان الذهبي في عرض L'Oréal

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:59 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 03:29 2024 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

سيولتنا المعيشية (٩)

GMT 07:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 12:17 2024 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

ترامب يعلن عدم ترشحه مجدداً في حال الخسارة

GMT 07:27 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

براد بيت يظهر بساعات فاخرة تثير إعجاب الجميع

GMT 07:32 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

ألوان مكياج لخريف 2024

GMT 13:18 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

حزب الله ينفي وجود أي استهدافات لقيادته في حي ماضي

GMT 13:19 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

8 شهداء فلسطينيين في قصف إسرائيلي متواصل على غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab