شكل عمرو موسى

شكل عمرو موسى!

شكل عمرو موسى!

 العرب اليوم -

شكل عمرو موسى

بقلم - سليمان جودة

دعا المهندس إبراهيم المعلم إلى لقاء مع عمرو موسى، حول كتابه الجديد (سنوات الجامعة العربية)، الذى يقدم فيه صورة بانورامية لعشر سنوات قضاها أمينًا عامًا للجامعة!.

وحماس المهندس المعلم للكتاب ليس لأنه الناشر.. فهذا مفهوم.. ولكن الحماس له سبب آخر فى تقديره.. هذا السبب هو أنه يرى الكتاب وثيقة تاريخية فى موضوعه.. وهذه حقيقة سوف يراها الذين يطالعون الكتاب، الذى صدر الجزء الأول منه قبل ثلاث سنوات، وكان يحمل عنوانًا من كلمة واحدة، هى: «كتابيه»!.

وقد تبين أن الناشر لم يكن متحمسًا لهذه الكلمة عنوانًا، ولا الزميل خالد أبوبكر، الذى تولى تحرير الكتاب وتوثيق أحداثه!.. ولكن عمرو موسى تمسك بالعنوان حتى النهاية، لأنه يرى أن المذكرات السياسية هنا وفى الخارج قد استهلكت العناوين كلها تقريبًا، ولم يكن أمامه سوى أن يلجأ إلى القرآن الكريم، وأن يفتح المصحف ويراجع كل المواضع التى جاء فيها ذِكر كلمة كتاب فى أكثر من صيغة!.

وعندما وقعت عيناه على آية سورة الحاقّة، التى تقول (هاؤم اقرأوا كتابيه) لمعت الكلمة الأخيرة فى ذهنه، ورآها عنوانًا لكتابه، ولا عنوان سواها.. وأظن أنه كان على حق تمامًا.. وحين لمع العنوان أمامه كان لا يزال يذكر (الكتاب الأبيض)، الذى كان مصطفى النحاس باشا قد رد به فى أربعينيات القرن الماضى على (الكتاب الأسود)، الذى أصدره مكرم عبيد باشا عن الوفد، بعد أن انشق عليه وراح يشكل حزب الكتلة الوفدية.. ففى كتاب النحاس باشا كانت آية «الحاقّة» فى صدر صفحته الأولى، وكانت قد بقيت محفورة من يومها فى ذهن الأمين العام السابق!.

وسوف يبقى القرآن الكريم كنزًا فى اللغة لا تفنى عجائبه، فضلًا بالطبع عن كنوزه الروحية التى لا تنفد.. وربما كان هذا هو الذى جعل الكاتب الأستاذ محمد سلماوى يعود إليه ليختار منه عنوان سيرته الذاتية التى صدرت بعنوان: «يومًا أو بعض يوم»!.

ويوم زار موسى دارفور وهو على رأس الجامعة أمينًا عامًا، استقبله وزير الدفاع السودانى وقدم إليه معاون إدارة هناك قائلًا: أقدم لك الأستاذ كهيعص!.. واتضح أن أبناء دارفور إذا جاءهم مولود جديد فتحوا المصحف واختاروا الاسم من أول آية تقع عليها العين.. وكان نصيب الأستاذ كهيعص أن يأخذ اسمه من أول آية فى سورة مريم العذراء، عليها السلام!.

وكان تمسك عمرو موسى بعنوانه راجعًا إلى فلسفة لديه تربط بين الشكل والمضمون، وترى الشكل جزءًا لا ينفصل عن مضمونه.. وأنا أشاركه الإيمان بهذه الفلسفة.. وأرانا مدعوين جميعًا إلى الإيمان بها على كل مستوى من مستويات حياتنا، لأننا أهملنا الشكل طويلًا ظنًا منّا أن إهماله هو لحساب المضمون، لنكتشف فى النهاية أن الشكل إذا غاب، فالمضمون يغيب معه فى الغالب!.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شكل عمرو موسى شكل عمرو موسى



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab