لا تقرأ هذا الخبر
أخر الأخبار

لا تقرأ هذا الخبر

لا تقرأ هذا الخبر

 العرب اليوم -

لا تقرأ هذا الخبر

بقلم - سليمان جودة

صحف كثيرة كانت تنشر أبوابا صحفية تحت عنوان «لا تقرأ هذا الخبر»، وكان الهدف هو العكس طبعا، وكانت هذه الأبواب تحظى بمتابعة عالية من القراء، وكانت القاعدة التى تقول إن الممنوع مرغوب تنطبق أكثر ما تنطبق على كل خبر كان يجرى نشره تحت هذا العنوان.

وعندما قرأت خبرا عن زيارة قام بها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى اليونان، فكرت فى أنه خبر يصلح للنشر فى باب من تلك الأبواب الصحفية الشهيرة، لا لشىء، إلا لأنه، كما سأشير حالا، يستحق أن نقرأه باهتمام، وأن نتوقف أمامه طويلا، لا لشىء، إلا لأن فارقا أساسيا يظل بينه وببن بقية الأخبار المنشورة فى الصحف نفسها التى قدمته مع سواه لقرائها.

فمن حوله كانت الأخبار تروى أشياء مضافة عن المقتلة التى تواصل إسرائيل ارتكابها فى قطاع غزة، وكانت الأخبار تصف إلى أى حد وصلت المأساة الكبرى للغزاويين فى القطاع، وكانت تكشف المزيد عن حجم الدماء التى سالت وتسيل من الأطفال والنساء والمدنيين هناك.

كان هذا خبر.. وكان هناك خبر آخر إلى جواره يقول إن ضحايا الحرب فى السودان بين الجيش السودانى وبين قوات الدعم السريع قد وصل عددهم إلى الآلاف لا المئات، وأن مناطق فى العاصمة الخرطوم نفسها صارت غير آمنة، وأن الحرب بينهما قد انتقلت إلى مدينة ود مدنى التى كان النازخون قد لاذوا بها!.

وكان هناك خبر ثالث عن العبث الذى تمارسه جماعة الحوثى فى اليمن السعيد، وعن أنها منذ دخلت عناصرها إلى العاصمة اليمنية صنعاء خرجت منها الحكومة الشرعية فى البلاد، وأصبحت تمارس عملها من مدينة عدن فى الجنوب، وتحوّل اليمنيون إلى فريسة للجماعة الحوثية، وانقلب الوضع فلم يعد اليمن سعيدا كما كان، ولم يعد يتبقى فيه شىء من مسماه القديم.. وهل يتبقى من المسمى شىء إذا كانت الجماعة فى العاصمة، بينما الحكومة مضطرة لممارسة عملها من عدن فى أقصى الجنوب؟.. وقد جاء وقت وقع فيه أسرى يمنيون فى قبضة الطرفين، وعندما جرى تبادل الأسرى بينهما كانت مهزلة من بين مهازل كثيرة تعيشها هذه المنطقة من العالم!.

وفى ليبيا لم يكن الوضع مختلفا، لأن فيها حكومتين إحداهما فى الشرق والأخرى فى الغرب، ولأن كل حكومة قد أوقعت أسرى للحكومة الأخرى، وقد جلست الحكومتان تتبادلان الأسرى فلم يختلف حظ ليبيا ما بعد العقيد عن حظ اليمن السعيد.

وسط هذا كله بدا خبر زيارة أردوغان نشازا، وبدا الرئيس التركى وكأنه يعيش فى عالم غير عالمنا، وكان السبب أنه أعلن قبل بدء الزيارة اتفاقه مع رئيس الوزراء اليونانى على رغبتهما فى حل الخلافات بينهما بالحوار، وقد بادله المسؤول اليونانى الروح نفسها فأعلن السماح للأتراك بدخول عشر جُزر يونانية بغير تأشيرة، وأعلن رفع التبادل التجارى بين البلدين إلى عشرة مليارات من الدولارات.. وهكذا.

فهو خبر يستحق أن يوضع باب «لا تقرأ هذا الخبر» من شدة غرابته بين سائر الأخبار، ولأنه يتكلم لغة الحوار التى تبدو كأنها انقرضت فى عالمنا التعيس الذى نعيشه.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تقرأ هذا الخبر لا تقرأ هذا الخبر



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:15 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

غزة.. التي أصبحت محط أنظار العالم فجأة!

GMT 06:22 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

استعادة الدولة بتفكيك «دولة الفساد العميقة»!

GMT 19:00 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

لبنان يحذر مواطنيه من عاصفة "آدم"

GMT 06:23 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

السودان... تعثّر مخطط الحكومة «الموازية»

GMT 01:14 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

الإفراج عن صحفي تونسي بارز من معارضي سعيد

GMT 01:46 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

انفجارات عديدة تهز العاصمة الأوكرانية كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab