حين يغيب الحوار

حين يغيب الحوار

حين يغيب الحوار

 العرب اليوم -

حين يغيب الحوار

بقلم - فاروق جويدة

كان المصريون فى يوم من الأيام يجيدون الحوار، وكنت تجد أحاديث الناس تعكس روحا من التواصل واختلاف الآراء والأفكار، كان الناس فى ريف مصر يتجمعون ليلا فى بيت العمدة ويدور الحديث فى كل شئون الحياة، وماذا حدث للأرض والمحاصيل وآخر أخبار أسعار القطن والأرز والبطيخ، ثم ينتقلون إلى السياسة ومن يرشح نفسه فى البرلمان، وإذا انتقلت إلى النوادى تجد أحاديث الثقافة وكرة القدم، وإذا دخلت احدى النقابات المهنية تجد أحاديث الانتخابات ومن لديه فرصة الفوز، وإذا ذهبت إلى الجامعات وجدت الأساتذة يتحاورون فى العلم والسياسة، وإذا جلست أمام التليفزيون وجدت حوارات حمدى قنديل وأحمد سمير وهمت مصطفى وسلوى حجازى وسامية صادق وفاروق شوشة، وإذا اتجهت إلى الراديو وجدت أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد وعبدالحليم، وإذا تصفحت الجرائد وجدت حوارات المسئولين القيسونى والسائح وحجازى وعزيز صدقى والعمرى والجريتلى ونزيه ضيف وعبدالمنعم رياض والشاذلى والجمسى ومحمود فوزي، كنت تجد هذه الرموز وهى تحلل وتوضح وتشرح، وكنت تجد أحاديث العقاد وطه حسين، ويحيى حقى والشيخ شلتوت وخالد محمد خالد.. أين كل هذه الحوارات وأين هذه الرموز؟! إن الأجيال الجديدة لا تعرف هذه الأسماء، وإذا نظرت إلى الأسرة تجد الجميع غارقا فى مواقع التواصل.. زواج الفنانين وطلاقهم وفرق الشوارع والنكت السخيفة، وقد تسكن فى عمارة لا تعرف أحدا منها، وقد تذهب إلى العمل ولا تذكر أسماء زملائك، وربما قضيت يومك دون أن تتحدث مع احد حتى زوجتك وأبنائك وقد تمضى شهور، وأنت لا تعرف أخبار أمك أو أبيك وأمام هذه الظواهر تشعر بالوحشة، وتتساقط الأسماء من بين يديك، حاول أن تراجع نفسك وتنشط ذاكرتك بعيدا عن مواقع السوء والتفكك الاجتماعى حتى لا ينتهى بك الحال لأن تنسى اسمك، كان المصريون يحبون الحوار وكانوا يشعرون بالونسة وهم يتابعون أخبارهم، وكان المسئول يجلس وسط الناس يتحدث معهم، ويكشف لهم الحقائق، من يوم أن صمت المصريون نسوا الكلام وانتشرت أمراض الصمت بينهم رغم أنهم كانوا يوما يحبون الحوار ويعشقون الغناء والابتسامة.

 

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين يغيب الحوار حين يغيب الحوار



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab