بقلم : فاروق جويدة
أحدث ما أنتجت هوليوود من الأفلام هو ما حدث فى الضربة الإسرائيلية لبعض المواقع فى إيران.. تبدو الصورة وكأننا أمام سيناريو يتسم بالسذاجة، شاركت فيه أمريكا وإسرائيل وإيران.. كانت أمريكا تريد ضربة سريعة محدودة الأثر لأننا أمام انتخابات لم يبقَ عليها سوى أيام معدودة، وكان الرئيس بايدن يريد أن يخرج من البيت الأبيض بأقل الخسائر.. ولذلك قدم النصيحة لإسرائيل بأن تكون الضربة بعيدة عن مناطق البترول والمشروع النووى الإيرانى، وهما أهم الأهداف التى يمكن أن تزعج إيران.. على الجانب الآخر، فإن إسرائيل حققت جزءًا مهما من أهدافها فى غزة ولبنان، ويمكن أن تقنع بما حققت.. أما إيران فقد استطاعت أن تزعج إسرائيل وأمريكا معًا، بالحرص على مشروعها النووى وما حققته فى حرب غزة وصمود حزب الله.. وهذا يعنى أن الجميع حقق أهدافه، وأن الدول العربية راضية بهذه النتائج حيث لا حرب إقليمية ولا مساس بالبترول، ولا عدوان إيرانيا أو إسرائيليا يهدد مشروعات التطبيع القادمة.. ولا شك فى أن أمريكا، المعلم الأكبر، هى التى كتبت الفيلم ونفذته مع اقتناع إيران بما حدث.. وعلى جميع الأطراف أن تنتظر القادم، فقد يحمل مفاجآت جديدة، لأن غزة لن تستسلم ولبنان ما زال صامدًا، وحزب الله يدير المعركة بإصرار رغم رحيل قياداته..
رغم نجاح الفيلم الأمريكى هذه المرة، فإن للدم كلامًا آخر، وللأرض صيحات تغيّر كل الحسابات، وللشعوب أسرارا لا يعرفها أحد.