بقلم : فاروق جويدة
وسط هذا الرماد والحرائق، تحاول أن تبحث عن شيء كان يُسمى النُخب العربية، ولا تجد شيئًا.. فى كل يوم تُلاحق الشعوب كارثة جديدة، ولا تجد غير طوائف متناحرة تقاتل بلا قضية ، وتتصارع بلا هدف .. ما حدث فى حرب غزة كان يكفى لصحوة بلا حدود فى الضمير العربى، وما فعلته إسرائيل فى أطفال غزة كان ينبغى أن يُحرك طوفانًا من الغضب.. والأخطر من ذلك أن المخطط يكسب كل يوم أرضًا جديدة، حتى اجتاح نصف شعوب العالم العربى، وأصبح الموت يُحاصر الملايين التى استسلمت للموت والدمار.. وسط هذه الكارثة، تحاول أن تبحث عن صحوة هنا أو رفض هناك، ولا تجد شيئًا.
وتسأل : أين النُخب؟ وماذا جرى لها؟ وماذا عن مواكب التطبيع والأصوات التى ما زالت تبيع نفسها للشيطان استسلامًا وهوانًا؟ أين رموز الفكر والسياسة؟ أين دعاة الحريات وحقوق الإنسان؟ بل أين الجاليات العربية فى الخارج؟
ماذا تنتظر النُخبة بعد دمار غزة، واحتلال سوريا، وتدمير لبنان ، وتقسيم السودان؟ وعلى من يكون الدور؟ والموت يُحاصر كل شيء.. وما هو المستقبل الذى ينتظر هذه الأمة التى استكانت واستسلمت لجحافل الطغيان، وأصبحت مهددة أرضًا وشعوبًا وأمنًا؟
فى يوم من الأيام، كانت النخب العربية فى كل المجالات تهز أركان العالم موقفًا ووعيًا وإرادة.. ولا أدرى أين غابت، ومتى تفيق من سكرتها، وتتحمل المسئولية قبل فوات الأوان؟