بقلم : فاروق جويدة
هناك ظاهرة غريبة انتشرت فى المواقع الأثرية التاريخية فى مختلف أنحاء مصر، بما فى ذلك أهرامات الجيزة، وهى إقامة الأفراح والمناسبات العائلية. حتى إن أحد الأثرياء استأجر الأهرامات لإقامة حفل، كما تُقام الأفراح حاليًا فى الأقصر، والقاعة الذهبية فى قصر محمد على بالمنيل.. هذه الظاهرة تحتاج إلى مراجعة ودراسة متأنية. وقد تلقيت هذه الرسالة حول الأفراح فى آثار مصر.
<< شهدت الآونة الأخيرة تداولًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعى لمقاطع فيديو وصور توثق إقامة حفلات زفاف وخطبة وعروض أزياء داخل مواقع أثرية مصرية بارزة، مثل مسجد محمد على بقلعة صلاح الدين، والساحات المحيطة بأهرامات الجيزة، بل حتى داخل المتحف المصرى الجديد. هذه المشاهد أثارت جدلًا واسعًا بين المواطنين، مما دفعنى إلى توجيه هذا التساؤل إلى الجهات المعنية بالدولة: كيف يُسمح بتحويل المواقع الأثرية التى تمثل جزءًا أصيلًا من تاريخنا وهويتنا إلى أماكن لإقامة الحفلات والمناسبات الخاصة؟
قد يرى البعض أن هذه الممارسات تأتى ضمن جهود وزارة السياحة والآثار لتعظيم مواردها، وربما يكون هذا مبررًا مطروحًا للنقاش، لكن السؤال الأهم: هل يليق بتاريخ هذه الأماكن العريقة أن تصبح موردًا لمتعهدى أفراح وشركات تنظيم حفلات؟
لم نسمع يومًا عن تأجير معالم أثرية عالمية، مثل برج إيفل فى فرنسا أو الكولوسيوم فى إيطاليا، لإقامة حفلات خاصة! فكيف نقبل أن يحدث هذا عندنا؟! إذا كان هناك بالفعل قرار رسمى يسمح بهذه الممارسات، فمن حقنا كمواطنين أن نعرف الأسس القانونية التى يستند إليها..إننى أطالب الجهات المعنية، بدءًا من مجلس النواب ولجانه المختصة، حتى رئاسة الوزراء وهيئة الرقابة الإدارية، بتقديم بيان عاجل حول هذا الأمر، وتوضيح ما إذا كانت الدولة شريكًا رسميًا فى هذه الأنشطة، أم أن هناك استغلالًا غير قانونى لهذه المواقع الأثرية.
إن آثار مصر ليست مجرد أحجار، بل هى جزء من ذاكرة الأمة وكنز للأجيال القادمة، و يجب ألا تُستخدم إلا بما يليق بعظمتها ومكانتها الحضارية.. منتظر ردود الجهات المعنية، فالموضوع لا يحتمل الصمت!