بقلم : فاروق جويدة
لا شك أن الشعوب العربية تقف الآن أمام سؤالٍ حائر: ما المستقبل الذى ينتظرها بعد أن دمّرت إسرائيل غزة، وشردت شعبها، واقتحمت الضفة، وتُكمل الآن جريمتها بالقتل وتهجير الناس من أراضيهم ؟ وعلى الجانب الآخر، احتلت إسرائيل مناطق كثيرة فى سوريا حتى وصلت إلى قمة جبل الشيخ، وما زالت تحارب فى جنوب لبنان وتحتل أراضى لبنانية.. إن إسرائيل الآن تعبث بأكثر من دولة عربية، وتهدد أكثر من عاصمة عربية، وتضع خططًا – بدعمٍ أمريكى – لتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، بحيث يتجه سكان غزة إلى سيناء، ويتجه سكان الضفة إلى الأردن أو سوريا، تمهيدًا لإنشاء «الوطن البديل».. لم تَعُد أطماع إسرائيل محصورةً فى فلسطين وحدها، بل امتدت إلى دول عربية أخرى بين الأردن، ومصر، ولبنان، وسوريا، والبقية تأتى.. ليس من المنطق أن يُهدد بضعة ملايين إسرائيلى ما يزيد على 400 مليون عربى، و2.5 مليار مسلم، رغم أن عدد يهود العالم لا يتجاوز 15 مليونًا، ينتشرون فى عشرات الدول.. كيف وصلت أحوال العالم العربى إلى هذه الحالة من الانهيار والتردي؟ وأين الشعوب العربية بأموالها، وقدراتها، وكرامتها، حتى تقبل كل هذه المآسى التى تحاصرها وتهدد أمنها، وتاريخها، ودينها، وحضارتها؟
إن صورة العالم العربى، وحالة الانقسام التى تعيشها الشعوب العربية، تعكس مشاهد مما كان يجرى فى عصور الفتن والصراعات.. والغريب أنه وسط هذه الفوضى، نجد أصواتًا تسعى للتطبيع، وحديثًا عن السلام، أمام حشود الموت والقتل والدمار!.
إن ما يحدث الآن فى الدول العربية هو أخطر ما تواجهه فى معركة وجودها، فلم تشهد مثل هذه الحالة من الانقسام والفوضى وغياب الرؤى والهدف وهى ظواهر تحمل مخاطر كثيرة..