بقلم : فاروق جويدة
كل المصائب قد تمر على الفتى فتهون، غير شماتة الحساد.. شهدت الساحة العربية فى الأيام الأخيرة حالة غريبة من الشماتة اجتاحت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، وشهدت هجوما غريبا على الشهيد يحيى السنوار، وهو بكل المقاييس شهيد القضية الفلسطينية، التى هى قضية العرب الأولى حربا وسلاما.. كان الهجوم على السنوار شيئا غريبا وصل إلى الإدانة بل والتكفير، وطالب البعض بسحب صفة الشهيد، وكأنهم يوزعون الألقاب والصفات، ويحددون من يدخل الجنة ومن يعاقب فى النار.. وما حدث بعد رحيل السنوار يعكس خللا رهيبا فى موازين الأشياء والبشر، ويؤكد عشوائية الرؤى واختلال الموازين وفساد الضمائر.. وهو تجسيد حى لكل مظاهر اختلال الفكر لدى كثير من العقول.. إن الشهادة ليست صكوكا يمنحها البشر، ولكنها هبة من الخالق سبحانه وتعالى، يمنحها لبعض عباده الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. ولا أعتقد أن الله سبحانه سوف يبخل بالشهادة على من قدم حياته دفاعا عن وطن وأرض وعقيدة.. إن الانقسامات التى شهدها العالم العربى حول المقاومة بين الإدانة والإنصاف، والتى تجسدت فى السهام التى أصابت أحد أهم رموزها، تضع الشعوب العربية فى موقف يثير التساؤل: إذا كانت الدماء قد هانت، فماذا سيبقى لهذه الأمة ؟ إن السنوار سوف يبقى بطلا ورمزا وشهيدا من شهداء شرفاء الأمة.. هل يعقل أن يشمت أحد فى رجال قدموا الدماء والأرواح فداء لكرامة أمة وقدسية وطن؟