بقلم : فاروق جويدة
هناك حلم قديم راودنا منذ سنوات، وحرك خيالنا أن نفتح أعيننا ذات صباح ونجد أحزابًا سياسية حقيقية .. كان لدينا دائمًا إحساس مشروع بأننا نستحق تجارب حزبية، ليس من الضرورى أن تقتصر على السياسة فقط، بل تشمل أيضًا أحزابًا اجتماعية تسعى لتحقيق العدالة، وتجمعات ثقافية تنشر الوعى، ومؤسسات خدمية تهتم بالتعليم، وأهدافًا سلوكية وأخلاقية تضع الضوابط من أجل إنسان أفضل.
تمنيت يومًا أن نواجه أزمة الأمية وانتشار الجريمة والفساد السلوكى والأخلاقى .. تسبق ذلك كله أحزاب سياسية توفر الحوار، تناقش قضايا المجتمع، وتسعى لمواجهتها .. كانت تجاربنا فى العهود السابقة مع الأحزاب لم تلقَ النجاح لأنها خرجت من عباءة السلطة وكانت بعيدة عن هموم الناس وأحلامهم..
إن ما يجرى الآن من محاولات لإعادة الشارع المصرى لكى يشارك فى مواجهة أزماته يعكس فكرًا يجب أن نشجعه ونتحمس له .. كان اجتماع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، مع رجال الأعمال بداية حوار حول دور القطاع الخاص والمشاركة الشعبية .. الأزمات تحتاج إلى فكر جماعى، والتحديات مسئولية مشتركة بين الشعب وسلطة القرار، والأحزاب بكل توجهاتها هى أول خطوة على الطريق.
يجب أن نستوعب دروس تجاربنا السابقة مع الأحزاب ونراجع الحقائق التى كان الجميع شاهدًا عليها، حتى نصل إلى صيغة تحقق أهدافها فى واقع حزبى وسياسى يليق بنا. وفى تجارب الماضى ما يمكن أن يفيدنا فى تحقيق ذلك.