بقلم - عبد المنعم سعيد
الجمهور المصرى لكرة القدم شعر بالفرح عند فوز الفريق الوطنى على بوركينا فاسو، ولكن القلق كان بالغا بما حدث فى الشوط الثانى حيث انقلبت آية اللعب من الهجوم إلى الدفاع، ومن اليد العليا التى تسير فيها اللعبة وفق الإرادة المصرية إلى اليد السفلى التى تتلقى الهجمات. المتمرسون فى الفن الكروى أجمعوا على وجود ضعف اللياقة البدنية نتيجة المجهود الذى بذل فى الشوط الأول. تذكرت أن ذلك حدث بتمامه فى مباراتى فريقنا مع السنغال فى نهائى القمة الإفريقية ومباراة التأهل لكأس العالم الماضية حيث لم تسعفنا اللياقة للفوز أو كسب ضربات الجزاء الترجيحية. بالطبع فإن العمود ليس مخصصا لكرة القدم، ولكن المثال لتوضيح ما هو أكثر ويتعلق بالمسيرة المصرية منذ مولد الدولة الحديثة مع محمد على وحتى بعد قرنين من رحيله. القصة كانت دائما اندفاعا إلى الأمام يعقبه جمود أو تراجع أو محض حيرة حول ما يجب عمله فى الشوط الثانى. كان السبب أحيانا تطورات دولية غير متوقعة، وأحيانا أخرى كان الشك فى الأولويات التى جرى اختيارها، أو سوء الظن فى قدرة اللياقة على الاستمرار فى التقدم.
أظن ــ وكما كان يقول أستاذنا محمد حسنين هيكل إنه ليس كل الظن إثما ــ أننا على أبواب شوط ثان من مباراة عظمى جرى شوطها الأول ما بين 2014 وحتى 2020 أى ست سنوات زاد فيها معدل النمو الاقتصادى المصرى بطريقة مضطردة، وجرى فيها إنشاء بنية أساسية محترمة، وفى هذا وذاك صمدت مصر فى وجه أزمات لم يكن لنا فيها ناقة ولا جمل، وحافظت على قدر من معدلات النمو التى رغم قلتها فإنها ظلت إيجابية. ولكننا الآن على أبواب شوط ثان مدته ست سنوات رئاسية، وتشكيل وزارى جديد الاختيارات فيه قائمة على المدى الذى نحافظ فيه على ما حققناه من تقدم ونزيد عليه بقرارات شجاعة كما فعلنا فى الشوط الأول.