هل تتبنى دول الاتحاد الاوروبي النموذج الاسباني المتوسطي

هل تتبنى دول الاتحاد الاوروبي النموذج الاسباني المتوسطي؟!

هل تتبنى دول الاتحاد الاوروبي النموذج الاسباني المتوسطي؟!

 العرب اليوم -

هل تتبنى دول الاتحاد الاوروبي النموذج الاسباني المتوسطي

بقلم: نظمي يوسف

في مقالين سابقين تناولنا التجربة الديمقراطية الاسبانية، وتسائلنا هل تصلح ان تكون نموذجا للدول العربية؟!. واستعرضنا مراحل ومنعطفات اربعة عقود من الديمقراطية، ونختتم في هذا المقال بالتساؤل ايضا: هل تظل اسبانيا واوروبا الشريك والحليف التابع للغرب الاطلسي ام تبتعد وتنفرد في تحقيق هويتها وشخصيتها السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية المستقلة ؟!.   

تظل المرحلة الانتقالية بإسبانيا، اي الانتقال الديمقراطي الإسباني من حكم ونظام فرانكو الديكتاتوري الى دولة ديمقراطية برلمانية من أهم المراحل في التاريخ السياسي الاسباني الحديث، ويظل الرئيس ادولفو سواريس، أول رئيس حكومة انتقالية ديمقراطية، الشخصية الرئيسية والمميزة التي قادت السفينة الاسبانية إلى البر والميناء الديمقراطي وسط تلاطم امواج الاحداث والصراعات والخلافات المحلية والاقليمية والدولية ناهيك عن تحقيق مصالحه سياسيه وطنيه ورتق النسيج الاجتماعي والسياسي الذي تفسخ جراء الحرب الاهلية.

استطاع الرئيس ادولفو سواريس ان يجمع حوله شخصيات سياسية شابة معتدلة ومنحدرة من الفرانكوية وحزب الكتائب الفاشي، ومن الديمقراطيين الاشتراكيين والليبراليين والديمقراطيين المسيحيين، وشكل من هذا التجمع حزب اتحاد الوسط الديمقراطي، وبالفعل كان هذا "الخليط"  متجانسا وبافكار وطموحات سياسية "رومانسية" إذ كانت لديهم قناعة راسخة واعتزاز بامكانيات ودور اسبانيا الكبير في تعزيز مكانة المجموعة الاوروبية حال انضمامها، فالفكر السياسي الاسباني حينذاك كان يرى انضمام اسبانيا لا يعني دخول اسبانيا اوروبا بل ان اسبانيا ستحمل وتقود المجموعة الاوروبية الى آفاق واسعة نحو امريكا اللاتينية وافريقيا والعالم العربي. لذلك شكلت مفاجأة بل صدمة لاول قيادة وحكومة ديمقراطية اسبانية منتخبة حينما جاء الجواب بل الاشتراط الاوروبي على طلب انضمام اسبانيا الى المجموعة الاوروبية : الاعتراف أولاً واقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل؟!!!.
 لا يعني ذلك ان "اسرائيل" تتمتع بهذه القوة والهيمنة على اوروبا بقدر ان هذا الكيان في الاساس صنيعة اوروبا الاستعمارية وان المجموعة الاوروبية اضحت "رهينة" الولايات المتحدة الامريكية،  وريثة مشاريعها الاستعمارية مقابل مشروع مارشال الامريكي الذي ساعد على اعادة بناء اوروبا اعقاب الحرب العالمية الثانية، وبالتالي كان المطلوب من اسبانيا التأقلم والاصطفاف والالتحاق بالسياسة الاطلسية الغربية، بما يعني أن الحديث عن: ديمقراطية. حريات عامة. احزاب. انتخابات. جميعها غطاء وقشور براقة تحجب جوهر اطماع ومصالح الغرب وسياسة حلف الناتو في خضم الحرب الباردة بمواجهة حلف وارسو.

لم تستوعب حكومة سواريس الاشتراط الاوروبي. وكأن اوروبا في وادي واسبانيا في وادٍ آخر، فكيف تقيم علاقات مع "اسرائيل" وما تزال مدريد وبفضل بغداد، عاصمة جبهة الصمود والتصدي العربي ضد اتفاقيات كامب ديفيد، تتلقى النفط الخام العراقي بالمجان، وبذلك تخطت اسبانيا الازمة النفطية العالمية، ناهيك على انها قد استعادت علاقاتها الطبيعية مع المغرب وانهت استعمارها للصحراء المغربية. لذلك واصلت اسبانيا وحكومة سواريس العمل ومحاولة افهام المجموعة الاوروبية انها "مختلفة".

 وشعار "اسبانيا مختلفة Spain is different" كان يافطة وعنوان حملة ترويج سياحي نفذتها وزارة السياحة الاسبانية عام 1960 ونجحت في الخروج من العزلة السياسية والاقتصادية المفروضة عليها من قبل اوروبا مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد جذبت الحملة استثمارات اجنبية هائلة لتطوير القطاع السياحي، حيث شهدت، منذ ذاك الحين، تدفق الملايين من السائحين على الشواطيء والجزر والمدن الاسبانية للتعرف وللتمتع بطبيعتها الخلابة وطقسها الرائع المعتدل وطيب طعامها وطيبة اهلها.
في الواقع تختلف اسبانيا عن باقي دول المجموعة الاوروبية، خاصة بجغرافيتها المطلة على منفذ البحر الابيض المتوسط وسكانها من مختلف اصول ومنابت الحوض المتوسط وشمال اوروبا، حيث استوطنت بها كافة الحضارات وتلاقحت عليها الثقافات والديانات السماوية وغير السماوية. كاليونانية الوثنية والرومانية المسيحية والبربرية الامازيغية والعربية الاسلامية، وبما تواصلت ووصلت الى بلاد الهند وفارس، وانصهرت جميعها في بوتقة واحدة لتأتي صورة اسبانيا الجميلة والمختلفة بهوية متوسطية مميزة، عكس الدول الاوروبية التي تقوقعت بكينونتها وخاصيتها كالالمانية والفرنسية والايطالية.الخ.  لذلك رأت حكومة ادولفو سواريس انه اذا كان لا بد من الاعتراف بالكيان الاسرائيلي فمن الواجب الاعتراف بالحق الفلسطيني، لهذا اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودعت السيد ياسر عرفات لزيارة رسمية الى اسبانيا واتخذت هذا القرار في اطار التأكيد على اهمية اسبانيا للمجموعة الاوروبية من اجل تعزيز دور ومكانة اوروبا في القضايا الدولية، وان تبادر اسبانيا الى الريادة لا ان تكون تابعا لسياسة اطلسية غربية احادية الجانب، وهذا ما "جّن جنون الغرب" واصبح المطلوب رأس ادولفو سواريس.

وهكذا كان.
ضغوطات هائلة، في الداخل والخارج، نجحت في اقصاء السيد ادولفو سواريس عن قصر مونقلوا – مقر رئاسة الحكومة- وكذلك حزب اتحاد الوسط الديمقراطي، وتم ذلك بعد "مسرحية" محاولة انقلاب عسكري فاشل قادها عقيد في الجيش عام 1981 ، نقول مسرحية باعتبار ان التغيير والمرحلة الانتقالية وعودة الملكية كانت من وضع نظام فرانكو وعسكره.  وبالتالي كان هدف الانقلاب انهاء حزب ادولفو سواريس ورجاله وطموحات سياساته وافكاره "الرومانسية" ليتم بعدها صبغ وجه اسبانيا وتطبيعها واصطفافها داخل حظيرة وسياسات حلف الاطلسي.
عديدة هي الكتب التي تناولت هذه المرحلة الانتقالية، كتأريخ ودراسات وابحاث، إلا انها لم تتناول مفاصل وتفاصيل الضغوط التي مورست على اسبانيا خلال المرحلة الانتقالية لتخلع جلدها المتوسطي وترتدي الزي الغربي لحلف الناتو، كما أن المؤرخين والباحثين قد اختلفوا على تحديد الفترة الزمنية للمرحلة الانتقالية، حيث حدد البعض الفترة منذ تنصيب خوان كارلوس كملك لإسبانيا (في 22 تشرين ثاني/نوفمبر 1975) ودخول دستور 1978 حيز التنفيذ (29 كانون اول /ديسمبر 1978)، فيما حصره آخرون بين 20 تشرين ثاني/ نوفمبر 1975، تاريخ وفاة فرانكو و28 تشرين اول /أكتوبر 1982، تاريخ نهاية فترة حكومة حزب اتحاد الوسط الديمقراطي.وهناك أيضا من يؤرخ لنهاية مرحلة الانتقال الديمقراطي الإسباني بين 1985 و1986، حين انضمت إسبانيا للسوق الأوروبية المشتركة وجرى الاستفتاء على عضوية حلف الناتو، ومنهم من اعتبر بداية حكومة الحزب الشعبي اليميني عام 1996 نهاية مرحلة الانتقال الديمقراطي الإسباني.

واعتقد ان اسبانيا وبعد اربعة عقود ما تزال في المرحلة الانتقالية وبمرحلتها النهائية، حيث انها لم تستكمل دوران عجلتها الديمقراطية بالكامل، وبغض النظر عن الاراء والافكار والسياسات المتناقضة، فان المسيرة الديمقراطية الاسبانية كانت بالفعل ناجحة وقطعت اشواطا كبيرة رغم العقبات وحققت انجازات هامة كتبادل السلطة والحكم من يسار ويمين،  وقد يكون هذا العام 2018 العام الحاسم في استكمال الدورة الديمقراطية الكاملة وهو ما نشهده من صعود قيادات سياسية شابة تتولى الان الحكم ورئاسة الاحزاب. لذلك من المفروض ان يتبع تجديد الوجوه والقيادات الشابة بتجديد القوانين والدستور ليتلائم ويتوافق مع تطلعات خصوصية الاقاليم باسبانيا كحال كتالونيا وهو ما يعزز الوضع الطبيعي المستقر لإسبانيا الديمقراطية.
وإذ نحن على اعتاب استكمال الدورة الطبيعية الكاملة لعجلة الديمقراطية الاسبانية، نأمل من القيادات الشابة الاهتمام على ترسيخ الوجه الانساني المتوسطي لتصبح الرهان والنموذج لدول جنوب حوض المتوسط في التنمية والاستقرار، وهذا ما يعكس تلقائياً على دول شمال المتوسط ، فالفطرة المتوسطية لاسبانيا نجدها تبرز بين الحين والآخر وتواجه بحزم وعزم كافة الضغوطات لتغيير نهجها الطبيعي وواقعها الجغرافي الحضاري، ولدينا امثلة ونماذج عديدة في هذا الشأن. فمثلا حين غضب الغرب الاطلسي واعترض على دعوة السيد عرفات وقيامه بزيارة رسمية عام 1979، نجد ان هذا الغرب نفسه قد التجأ الى اسبانيا لتنظيم مؤتمر السلام في مدريد عام 1991، وكذلك عام 1995 من اجل ايجاد صيغة للتعاون والمشاركة بمؤتمر برشلونة المتوسطي. هذا من ناحية المشاريع السياسية والتعاون، اما من جهة المواطن والانسان والمجتمع، فقد برزت قبل نحو اربع او خمس سنوات ظاهرة وتظاهرات (المهمشون indignados ) في فرنسا واسبانيا، فما تزال هذه الشريحة الهامة تعيش على هامش المجتمع الفرنسي دون تحقيق مطالبهم، في حين ان اسبانيا استوعبت الظاهرة واتاحت المجال لمشاركتهم الحياة السياسية، وشكل (المهمشون) حزب سياسي (نستطيع Podemos) ونجح في الانتخابات واصبح يمثل القوة السياسية الثالثة باسبانيا.    

ربما توضح سرد هذه الامثلة والنماذج التكوين الاسباني الجغرافي والسياسي والثقافي والاجتماعي المتوسطي والمختلف وحتى المتناقض عن شركائه الغربيين. ونحن نرى اليوم ان الاتحاد الاوروبي يقف امام مرحلة قد تصل للتصادم مع الحليف الامريكي الذي يفكر بنفسه أولاً، فالخلافات قد اشتدت وتصاعدت، والمصالح تناقضت، وهذا ما يتيح المجال لاسبانيا قيادة الدور المتوسطي للاتحاد الاوروبي، هذا إذا لم يعترض اليمين المتطرف الغربي على ذلك ؟!.  أو هل يترك الغرب الاطلسي ان تبتعد اوروبا عن الحلف وتحاول ايجاد هوية وشخصية سياسية واقتصادية عسكرية اوروبية مستقلة بالموقف والقرار ؟!.

arabstoday

GMT 22:14 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

أخبار عن اللاساميّة وماليزيا وآيا صوفيا

GMT 00:18 2020 الأربعاء ,05 آب / أغسطس

رسالة إسرائيلية.. أم إنفجار؟

GMT 03:49 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الموجة الجديدة من الحراك العربي

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان بين صيغتين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تتبنى دول الاتحاد الاوروبي النموذج الاسباني المتوسطي هل تتبنى دول الاتحاد الاوروبي النموذج الاسباني المتوسطي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab