بقلم - منى بوسمرة
منذ بداية الأزمة الصحية العالمية، يحظى أداء الإمارات في التعامل مع هذا الوباء، بإعجاب دولي، سواء على صعيد المعالجات الداخلية أو تقديم الدعم للخارج، والتي برز فيها فن إدارة الأزمة، بالاستباقية في الاستعداد والتخطيط والتنفيذ المنظم، ثم بالتحفيز الاقتصادي الذي يحفظ المكتسبات ويؤسس لانطلاقة اقتصادية جديدة من النوع الذي تعرفه الإمارات وتتقنه.
لكن بالتوازي مع ذلك كان التضامن المجتمعي الذي تشكّل بفعل الانتماء والولاء للوطن والقيادة التي نجحت في بث روح التفاؤل، أهم ملامح الجهد الوطني في المواجهة، فصار الناس أقرب إلى بعضهم وأكثر تضامناً والتزاماً بتعليمات المعركة، ليس لأنهم أكثر رعاية من غيرهم في دول أخرى، فقط، بل لأن فن إدارة الأزمة جعل الأمل حاضراً بقوة من خلال وجود القيادة في ميدان المعركة تشرف على تنفيذ الخطط التي وضعتها لتضمن نجاحها، فوصلت الرسالة للداخل والخارج أن الأمور هنا تحت السيطرة.
بالأمس كان حمدان بن محمد على خط المواجهة الأول مفتتحاً واحداً من أكبر المستشفيات الميدانية في العالم، في خطوة استباقية تتحسب لكافة السيناريوهات وتتكامل مع الجهود الوطنية، ليبث التفاؤل من خلال ظهوره في المستشفى وهو يؤكد الجاهزية لكل الاحتمالات، وأن الجهود تسابق الزمن من أجل أن تبقى الإمارات دائماً أكبر من التحديات، ومقدماً الدعم اللازم لمحاربي الفيروس من جنود الجيش الأبيض.
ثم تأتي البشرى من محمد بن راشد، صانع الأمل، قاهر المستحيل، في رسالة فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعمّد أن تكون باللغتين العربية والإنجليزية لتصل إلى أكبر عدد ممكن من البشر، لينشر الأمل وهو يذكّر البشرية بعنصر قوتها التي تأتي من كونها يداً واحدة لأول مرة في التاريخ، وأنها قادرة على سحق هذا الفيروس وتجاوز تداعياته.
البشرية تتفرغ لقتال هذا الخصم العنيد، ومحمد بن راشد، يشد العزائم بالتنبيه والتذكير أن العالم فريق واحد يلعب على أرضه بنجوم من نوع خاص، عظماء على مر الزمان، نجوم خط الدفاع الأول، العالم يتوحّد خلفهم لأول مرة عبر الزمان، يشجعهم ويقف خلفهم ويدعمهم، في كل الجبهات، سنصفق لهم كثيراً، ليس على الفوز الجامعي المنتظر والأكيد فقط، بل لأننا مدينون لهم بحياتنا.
وهنا على أرض الإمارات الفريق واحد متوحّد، بنجوم من طراز عالمي أيضاً، وخطط الأداء الاستراتيجي والتكتيكي من صناعة محمد بن راشد وأخيه محمد بن زايد، فهما قائدان بفكر واحد، نحو الفوز كعهدنا بهما، لذلك اطمئنوا، واهتفوا «سنرفع كأس النصر فهي كأسنا».