بقلم - منى بوسمرة
كان اجتماع مجلس الوزراء أمس غير عادي، من ناحية التوقيت، والعودة إلى الاجتماع الاعتيادي بعد أشهر من الاجتماعات عن بعد، والأهم أن الاجتماع، وهو الأول بعد التشكيل الحكومي الأخير، حدد التحديات وبادر إلى العلاجات وفي الوقت نفسه بارك الإنجازات بدخول الإمارات نادي دول الفضاء والذرة.
فمن ناحية التوقيت، بدأ الموسم الحكومي مبكراً مع بداية أغسطس، وليس سبتمبر كما هي العادة السنوية، فالتحديات كبيرة، لكن الطموح أكبر ولا يمكن أن تتعطل، ولهذا قال محمد بن راشد في الاجتماع إن التفوق مرهون بالنشاط الدائم، والإنجازات مرهونة بفرق عمل لا تتوقف. فالمرحلة تتطلب جهداً مضاعفاً، فلا وقت للراحة لمن يطلب المعالي وإلا تضخمت التحديات وأفرزت تحديات جديدة، فلا تأخير ولا تراخٍ في بلد اعتاد الإنجاز السريع وإطاحة المستحيل، فالتحرك المبكر خطة استراتيجية أثبتت دائماً نجاعتها في معالجة التحديات وتجاوزها.
أما في مسألة العودة للاجتماع الاعتيادي فهي رسالة لكل فرق العمل الحكومي، بأن لا شيء يتوقف في الإمارات، ولا شيء يمكن أن يتعطل، فالجائحة الصحية تحت السيطرة، ومقاومتها مستمرة في خط متوازٍ مع استمرارية الأعمال والخدمات، وإن كافة الأنشطة تعود إلى مستوياتها ما قبل الجائحة، وإن بشكل مختلف وبآليات جديدة ومتطورة وأكثر ملاءمةً للمرحلة المقبلة.
من هنا، برزت أهمية اعتماد المجلس لأكثر من 30 مبادرة لتنشيط الحركة الاقتصادية والحفاظ على المواهب واستقطاب مواهب جديدة وإعادة تشكيل لجان تتولى ملفات استراتيجية ومناقشة الهيكلة الحكومية لمواكبة المرحلة، وبما يضمن تحقيق المزيد من التقدم والازدهار، وتأكيداً لما أصبح سمة في الشخصية الإماراتية، ليس بمواجهة التحديات فقط، بل التغلب عليها وتحويلها إلى فرص.
ولعل المرونة والاستباقية والروح الإيجابية، هي من أبرز أدوات المواجهة، لذلك تأتي المبادرات الاقتصادية الجديدة مع ما سبقها من مبادرات، لتوفر البيئة التي تتكيف مع المرحلة المقبلة ومتطلباتها، وتمتد حتى نهاية 2021 ، لتضمن إعادة تشبيك حلقات الاقتصاد بما يعيد الازدهار، بفاعلية ومرونة، قال عنها محمد بن راشد إنها ستكون حاضرة كلما استدعى الأمر تغييرات، لأن الهدف هو الوطن وتميزه وراحة مواطنيه والمقيمين على أرضه.
وفي تلك الكلمات، طمأنة مباشرة، على أن بيئة العيش والعمل والاستثمار المثالية في الإمارات تتم إعادة تخطيطها لتكون أكثر تفرداً وتميزاً، وتنسجم مع المتغيرات التي فرضتها الجائحة على العالم، ومعالجة الثغرات التي كشفت عنها الجائحة.
لذلك، فالإمارات على أبواب فرص جديدة للاستثمار والتوظيف، في بيئة اقتصادية مرنة تعرف اتجاهها وتولد الأفكار، وفي الوقت نفسه تقدم التضحيات والجهود اللازمة لانطلاقة جديدة، فمن طلب المعالي هانت عليه التضحيات، فهذا شعار للتطبيق يطلقه محمد بن راشد للمرحلة المقبلة، لذلك لا وقت للراحة، فالموسم الجديد بدأ مبكراً، ويحتاج إلى روح جديدة لأن الأعمال القادمة كما يبشرنا مجلس الوزراء، كبيرة وكثيرة، فاستعدوا.