بقلم - منى بوسمرة
«مسبار الأمل» في مهمته التاريخية المنتظرة إلى المريخ، لم يعد إنجازاً كغيره من إنجازات الإمارات، التي باتت تتوالى بلا توقف، فهو إنجاز استثنائي، أصبحت مكاسبه، وثمار رسالته، تظهر وتتعاظم، قبل أن ينطلق في رحلته لمعانقة الفضاء، فها هو يوضع على منصة الإطلاق، رغم التحديات العظيمة التي فرضتها جائحة «كورونا» على العالم أجمع، ليجدد عهدنا مع اللامستحيل، الذي تلهمه لنا ولشبابنا العربي وللإنسانية كلها، قيادتنا الحكيمة، وتؤكده عزماً وقراراً ومنهاج عمل.
مع اقتراب انطلاق المسبار في منتصف يوليو الجاري، نرى مدى ما توليه قيادتنا من اهتمام ومتابعة مباشرة لهذا المشروع، لما تعطيه من أولوية استراتيجية لريادة الدولة في مجال الفضاء والعلوم المتقدمة، وقطاعات المستقبل الحيوية، إذ يواصل محمد بن راشد وحمدان بن محمد، الاطمئنان أولاً بأول على كل التفاصيل الدقيقة، والاطلاع على الاستعدادات النهائية لانطلاق المهمة التاريخية، فهي، كما وصفها محمد بن راشد، بالفعل، ترجمة لثقافة اللامستحيل، التي كرستها دولة الإمارات منذ قيامها، وتمارسها فكراً وعملاً ومسيرة.
ما تثبته اليوم، دولتنا الحبيبة، بالتزامها خططها وجدولها المحدد لإطلاق هذه المهمة، رغم أزمة فيروس «كورونا»، هو تأكيد على قوة إرادة الإمارات، وعزيمة قيادتها وشعبها، وترجمة صادقة لشعارها وهويتها، بأن لا شيء مستحيل، وهي الرسالة التي يحملها «مسبار الأمل» إلى الفضاء، رسالة أمل وتفاؤل للإنسانية جميعها، بأنها قادرة على قهر أي تحديات وعقبات، لصنع المعجزات، ليقدم بذلك أول خدمة للبشرية، في إلهام استثنائي، إضافة إلى ما سيقدمه خلال مهمته إلى المريخ، من خدمات علمية جليلة، وإسهامات حضارية سباقة.
المكسب العظيم الآخر، الذي حققه «مسبار الأمل»، الآن، وقبل انطلاقه، ما لفت إليه حمدان بن محمد، بأنه يسلط الضوء على كنز وطني إماراتي، من خلال مئات الكوادر العلمية الإماراتية الشابة العاملة في المشروع، فهم، كما صدق فيهم وصف سموه: «هؤلاء الشباب والشابات، جزء من كتابة فصل جميل في مستقبل دولة الإمارات»، وهذا إنجاز يضاف إلى إنجازات رؤية قيادتنا الكثيرة، وثمرة من ثمار مبادرتهم ومثابرتهم، على تمكين شباب الوطن، لريادة مجالات المستقبل، وتحفيز طموحاتهم، لتعانق أبعد نقطة في الفضاء، ولتزرع في نفوسهم أننا لسنا أقل من شعوب الدول المتقدمة، اجتهاداً وابتكاراً وإبداعاً.
الرسالة السامية والنبيلة من هذا المشروع، ترسخ نهج الإمارات وقيمها، التي تريد لها أن تنتشر وتترسخ عالمياً، بالتكاتف وتوحيد الجهود والموارد، من أجل غد أفضل للجميع، فالإمارات تواصل على الدوام حشد جهودها، وكل إمكاناتها ومواردها، لتضع يدها بيد شعوب العالم، لبناء معرفة بشرية، تصنع مستقبلاً أجمل للإنسانية، وتقدم حضارتها.