بقلم -منى بوسمرة
على امتداد ما قدمته الإمارات من جهود فارقة تاريخياً على المستوى الدولي، في أشد وأصعب الأوقات، لتجنيب البشرية آثار الكثير من الأزمات التي ألمّت بدول وشعوب عدة، باتت اليوم عماداً أساسياً ينهض على صلابته الجهد الإنساني الأكثر فاعلية دولياً في الظروف الاستثنائية كافة. ولم يكن ما قدمته من تعامل سريع وسباق مع الجانب الإنساني في تداعيات أحداث أفغانستان، والذي وجد تقديراً عالياً جداً من أبرز زعماء العالم، إلا آخر هذه الجهود التي أثبتت من خلالها الدولة عمق إيمانها برسالتها تجاه الإنسانية.
مسارعة زعماء العالم وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى تقديم الشكر إلى محمد بن زايد، وإعلان تقديرهم العالي للإمارات على جهودها في إجلاء رعايا هذه الدول من أفغانستان، تؤكد المكانة التي أصبحت تنطلق منها الدولة للعب دور حيوي وحضاري من خلال رسالتها الإنسانية العظيمة وعلاقاتها القوية التي وصفها زعماء الدول، وخصوصاً بايدن، بالشراكة الاستراتيجية والدائمة.
هذه الشراكة، أكدت الدولة، بالفعل قبل القول، أنها قطب قوة فيها، وصاحبة إسهام مؤثر، وتقدم فيها الأهداف النبيلة لرسالتها الإنسانية التي تضع في صدارتها التكاتف والتضامن عنواناً لمساعدة العالم على مواجهة تحدياته وتجاوز أزماته، وهو ما جدد التأكيد عليه محمد بن زايد بوضوح في رسالته إلى العالم.
وإضافة إلى القدرة على الفعل التي أظهرتها الإمارات في التعامل مع تداعيات أفغانستان، فقد أثبتت إدراكها الكبير للأحداث في سرعة تعاملها مع الوقت الضيق الذي شكل، ولا يزال، مخاطر كبيرة على اللاجئين والرعايا الأجانب، فكانت جاهزية الإمارات عامل حسم في تسهيل مغادرة عشرات الرحلات الجوية التي تقل مئات المواطنين الأجانب من أفغانستان، بما في ذلك عدد من الدبلوماسيين والموظفين من مختلف الجنسيات والعاملين بالمنظمات غير الحكومية إلى مطارات الدولة، كما قامت أيضاً بتسهيل عمليات الإجلاء لنحو 8.500 من الأجانب من أفغانستان، وذلك باستخدام طائراتها وعبر مطاراتها.
رسالة الإمارات الإنسانية في أفغانستان ليست وليدة اليوم، فقد لعبت، مبكراً، أدواراً إيجابية مختلفة، في تسهيل جهود الإغاثة الدولية في أفغانستان، كما قدمت دعماً كبيراً لتعزيز جهود التنمية والاستقرار في هذا البلد الذي عانى من أزمات وويلات كثيرة، واليوم تقف الدولة في مقدمة الدول الداعية إلى عودة أفغانستان إلى الاستقرار والأمن بشكل عاجل من خلال عمل جميع الأطراف فيه على تحقيق هذا الهدف الذي يلبي تطلعات الشعب الأفغاني، لما لذلك من أثر على مستقبل أفغانستان، والسلم والأمن الإقليميين والعالميين.
رسالة الإمارات الإنسانية بالتكاتف والتضامن والتعاون مع دول العالم في شراكات حقيقية ومؤثرة ستظل على الدوام محركاً لإيجاد حلول عاجلة تدعم العالم في الخروج من أزماته والتغلب على تحدياته.