بقلم - أسامة الرنتيسي
حتى اللحظة؛ لا أجد تفسيرا مقنعا للتصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام الناطق الرسمي للحكومة المهندس صخر دودين إلا أنها نتاج غضب من خبر سيّئ وصل لمعاليه قبل خروجه إلى اللقاء.التفسير الوحيد الذي أعتقد انه يناسب الحالة، أن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة قد حصل للأسف على الضوء الاخضر لإجراء تعديل وزاري، وأبلغ دودين أنه من ضمن المغادرين في التعديل.
دودين لا تنقصه اللباقة السياسية، ولا المخزون المعرفي، ولا قوة الحجة والخَطابة، ولا الحضور مقابل الميكرفون والكاميرات والجمهور لكي يقول ما كرره مرتين إنه يستغرب انشغال واهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن “بخزق روبي” (الفتاة الأردنية التي أثار منعها من الاستضافة في التلفزيون الأردني لأنها ترتدي بنطال جينز مثقوب عند الركبة موجة من الاحتجاج في السوشيال ميديا) أكثر من تصريحات أخرى بتهم البلد ، معلقا : ” مش عارف شو اللي صاير في المستوى العام للإدراك !.”..
أما الانفعال الأعنف الذي ظهر على دودين وقصف من خلاله آلية تشكيل الحكومات وتعيين الوزراء عندما انتقد كثرة تبديل الوزراء، قائلًا إن 4 أشهر لا تكفي لكي ينفذ أي وزير خططه، وضرب مثلا بوزارة النقل قائلا: هل من المعقول تعيين 9 وزراء نقل في آخر 3 سنوات.
وقال : أي وزير في أية دولة في العالم لا في الأردن فقط إذا جاء وبقي في منصبه لـ 4 او 5 أشهر ، فماذا يستطيع ان يفعل. وقال منفعلا: هذا لا يجوز!!.
أما التجاوز الذي وقع به دودين عندما دخل على خط اللّجنة المَلِكيّة لتحديث المنظومة السياسيّة، مؤكدا “أنها سترفع توصياتها قريبا إلى جلالة الملك، من أجل المضي قُدُما بإجراء المقتضى الدُّستوري لإقرارها”!، فما هي الصفة التي سمحت له بالحديث عن أعمال اللجنة التي يوجد لها رئيس وناطق باسمها؟!
أما عن التصريحات الأخرى والمبالغات في الأرقام والمعلومات حول بيع مقدرات الوطن و 16 ميناء في العقبة ومرسى زايد وعوائد السياحة ومِلكية الحكومة في شركة الكهرباء والمَلِكية الأردنية وغيرها من المعلومات، فهذه نحيلها إلى المنصة الحكومية “حقك تعرف” لتأكيد هذه المعلومات أو تصويبها لأنه لا يجوز أن تبقى معلومات غير مؤكدة في بطن الشبكة العنكبوتية ولا تهضمها مثلما لم يهضمها كثير من نشطاء السوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية…
الدايم الله…..