الجيش السوري هل يكون حصان طروادة

الجيش السوري هل يكون "حصان طروادة"؟

الجيش السوري هل يكون "حصان طروادة"؟

 العرب اليوم -

الجيش السوري هل يكون حصان طروادة

عبد الباري عطوان

صحيفة “الديلي تلغراف” البريطانية المحافظة نشرت الجمعة مقالة للكاتب المعروف فريزر نيلسون المقرب من صناع القرار في بلاده، وقال في احد مقاطعها “رغم انها تبدو فكرة مروعة الا ان العمل مع الرئيس السوري بشار الاسد يبدو الخيار الوحيد المتاح للقضاء على الدولة الاسلامية”، واضاف “الغارات الروسية تبدو اكثر نجاحا من غارات التحالف الامريكي الخليجي لسبب رئيسي وهو ان لها قوات برية على الارض وهي قوات الجيش السوري”.

لا نعتقد ان هذه “الرؤية” التي تزامنت مع تصريحات غير مسبوقة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري تحدث فيها عن امكانية التعاون مع الجيش السوري، جاءت من قبيل الصدفة لمعرفتنا بطبيعة آلية اطلاق بالونات الاختبار عبر اجهزة الاعلام في العالم الغربي.
***

فرغم حالة العداء الواضحة بين التحالف الغربي بزعامة الولايات المتحدة الامريكية، والاتحاد الروسي بقيادة الرئيس بوتين، تجاه الكثير من القضايا والملفات الملتهبة في العالم، وآخرها اوكرانيا، الا ان بوادر الاتفاق بين الجانبين حول كيفية التعاطي مع خطر “الدولة الاسلامية” في سورية والعراق تتبلور يوما بعد يوم، وظهرت مقالات وتسريبات جريئة تقول “ان الروس كانوا على حق في تعاطيهم مع الازمة السورية”.

فمن العبارات المألوفة التي تتردد حاليا في وسائل اعلامية غربية، هي ما وردت على لسان سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي مثل “القذافي قُتل في ليبيا فهل اصبحت احسن حالا”، واخرى تقول “صدام أُعدم شنقا في العراق فهل اصبح العراق اكثر امنا؟”، وثالثة تقول “التسامح مع فكرة وجود الرئيس بشار الاسد حبة دواء شديدة المرارة، ولكن يبدو انه على ديفيد كاميرون (رئيس وزراء بريطانيا وقادة في الغرب ابتلاعها”.

كيري وزير الخارجية الامريكي بات يمهد تدريجيا لابتلاع حبة الدواء المُرة هذه، وان يبّلعها للآخرين في الغرب وفي المنطقة العربية ايضا، ويتضح هذا بجلاء في قوله بالامس، وتكراره اليوم، على هامش زيارته لليونان “لا بد من نشر قوات برية عربية وسورية، وليس غربية، لمواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية”، لانه لا يمكن كسب هذا الصراع بالضربات الجوية فقط”، واضاف “اذا تمكنا من الوصول الى عملية انتقال سياسي سيكون في الامكان جمع الجيش السوري مع قوات المعارضة، والولايات المتحدة مع روسيا، لمحاربة “الدولة الاسلامية”، ونتوقع فوزا سريعا في تلك الحالة”.
كان لافتا ان الوزير كيري لم يتطرق بشكل صريح وواضح الى مسألة رحيل الرئيس بشار الاسد كشرط للاستعانة بالجيش السوري، وهذا تطور مهم، ورسالة واضحة، تقول “انه لم يعد من الضروري ان يرحل الرئيس السوري الآن على الاقل”.

هذا التحول الكبير في الموقف الامريكي جاء حتما بعد تعزز التدخل العسكري الروسي في سورية، وازمة اسقاط الطائرة الروسية التي وضعت تركيا ورئيسها رجب طيب اردوغان في عزلة وموقف حرج، وتبخر رهانها على اقامة مناطق عازلة في شمال سورية، مما دفعها الى رفع علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل الى مستوى القائمين بإدارة الاعمال وتوقيع اتفاقات لاستيراد الغاز القطري المسال كأحد البدائل للغاز الروسي.

الوزير كيري شدد على ان “قوات عربية” وليس غربية هي التي يجب ان تتولى مسؤولية الحرب للقضاء على “الدولة الاسلامية”، واذا تمعنا في خريطة الحرب على الارض السورية طوال السنوات الخمس الماضية، نجد ان جميع الدول العربية، بالاضافة الى تركيا، لم ترسل جنديا واحدا من قواتها لمحاربة “الدولة الاسلامية”، واكتفت بالمشاركة الرمزية من خلال ارسال بضع طائرات مقاتلة، والاخطر من ذلك ان بعض الدول الخليجية متهمة بتمويل “الدولة الاسلامية” وتسليحها، بينما تواجه تركيا اتهامات اخرى بشراء نفطها وتسويقه.

الاستعانة بالجيش العربي السوري باتت مرهونة بتحقيق تقدمين اساسيين: الاول، في اجتماعات المعارضة السورية في الرياض الثلاثاء المقبل ونجاحها في اختيار وفد موحد لتمثيلها في مفاوضات مع النظام حول طبيعة وصلاحيات الفترة الانتقالية، والثاني، اتفاق وزراء خارجية دول منظومة فيينا في اجتماعهم المقبل في نيويورك في اعتماد خريطة طريق لمفاوضات المعارضة والنظام، وتطبيق النقاط التسع لتسريع التوصل الى حل سياسي وفق الجدول الزمني المتفق عليه.
***

هل سنرى نبوءة، او بالون اختبار، جون كيري المتمثلة في قتال الجيش العربي السوري والمعارضة المسلحة في خندق واحد ضد “الدولة الاسلامية” تتحقق مع مطلع العام الجديد؟

نظريا هذا التطور غير مستبعد.. عمليا يبدو صعب التحقيق للعقبات الضخمة في طريقه.. والاجابة الاوضح قد تأتي من خلال مؤتمر المعارضة في الرياض ونجاحه في تجاوز العديد من الالغام شديدة الانفجار التي تقف في طريقه (ارتفع عدد الشماركين من 25 الى مئة مشارك والحرد مستمر)، وما علينا الا الانتظار وتوقع الكثير من المفاجآت، فتورط السعودية في هذه المهمة الصعبة لا يقل عن خطورة تورطها، او تريطها، في حرب اليمن، فالاول يشكل اختبارا جديا لنفوذها السياسي، والثاني، لقوتها العسكرية، ونأمل ان يكون حظها في المهمة الاولى افضل من نظيره في الورطة الثانية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجيش السوري هل يكون حصان طروادة الجيش السوري هل يكون حصان طروادة



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab