طهران نهاية حرب الظلال

طهران... نهاية حرب الظلال

طهران... نهاية حرب الظلال

 العرب اليوم -

طهران نهاية حرب الظلال

بقلم - مصطفى فحص

من حادثة اغتيال العالم النووي الإيراني، إلى التفجير داخل مفاعل «نطنز»، إضافة إلى عدد كبير من الانفجارات والحرائق داخل منشآت حيوية إيرانية قُيدت في أغلبها ضد مجهول، وصولاً إلى حرب الناقلات في مياه الخليج العربي وبحر العرب... في معظمها أعمال أمنية أو عسكرية جرت وتجري في سياق ما يمكن تسميتها «حرب الظلال» بين طهران وواشنطن وتل أبيب، التي بدأت تقترب من أن تكون حرباً علنية بعد الهجوم الذي تعرضت له الناقلة «ميرسر ستريت» عبر طائرات مسيّرة يشتبه في أنها إيرانية.
فمن حادثة ضرب الناقلة وما تلاها من محاولات قرصنة بحرية قبالة سواحل سلطنة عُمان ودولة الإمارات، واشتعال الحدود اللبنانية مع دولة الكيان الإسرائيلي، استفزازات يمكن وضعها في خانة التصعيد الإيراني الوقائي، في محاولة لردع الاستعدادات الأميركية - البريطانية - الإسرائيلية لعملية عقابية قد تتعرض لها طهران في الفترة المقبلة، حيث لجأت هذه الدول إلى التحشيد دولياً ضد ما تعدّها تصرفات إيران العدوانية وتهديدها سلامة الملاحة الدولية وأمن ممرات الطاقة إلى الأسواق الدولية.
فالتحرك الجماعي ضد إيران في مجلس الأمن سوف يحرج أصدقاء طهران الدوليين، خصوصاً موسكو وبكين وبعض عواصم الاتحاد الأوروبي الطامعة في دخول أسواق الطاقة الإيرانية... هذه الدول ستكون مقيدة في موقفها وستضطر إلى التغاضي عن التحركات العقابية الدولية، حيث لا يمكن لها الدفاع مباشرة عن تصرفات طهران، كما أنها لن تدخل في مواجهة مع شركائها التقليديين الذين سيضعون خطواتهم ضمن معركة حماية الاقتصاد العالمي.
التصعيد الإيراني في هذه المرحلة يرتبط بتحولات داخلية وخارجية، وعلى الأرجح أن طهران معنية بإعطاء صورة مبكرة لطبيعة المرحلة السياسية الداخلية، وتطبيق خياراتها الثورية مباشرة، فالطرف المسيّر للدولة الذي فرض على الإيرانيين اختيار إبراهيم رئيسي رئيساً، خطط مبكراً لتطابق الشكل مع المضمون في طبيعة واحدة للنظام، بعد أن وصلت لعبة النظام بطبيعتيه «الثورة والدولة» إلى نهايتها ولم تغير من طريقة التعامل الدولي مع إيران، خصوصاً في ملفها النووي.
حرب الناقلات، وتصاعد الضربات في سوريا، ودخول الحدود اللبنانية سريعاً على خط التماس في المواجهة الإيرانية المفتوحة مع المنطقة... كل ذلك دفاعاً عمّا تعدّها طهران امتيازات توسعية تريد إبعادها عن مفاوضات نووية بدأت تراوح في مكانها، وفشلت جولاتها العديدة في التوصل إلى اتفاقيات مبدئية بعدما طالبت طهران بأكثر مما تستطيع الإدارة الأميركية الجديدة إعطاءه، خصوصاً أن المفاوض الإيراني يعاني من هاجس ترمبية جديدة تعيد رفع شعار «إلغاء الاتفاق مجدداً»، لذلك وضع شرطاً أساسياً بضرورة ضمان عدم الانسحاب الأميركي مستقبلاً من الاتفاق.
عقد كثيرة تدفع بإيران إلى التصعيد مرتبطة بوضعها الاقتصادي الذي يعاني من عقوبات قاسية لا تبدو إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن متعجلة في رفعها، لذلك دخلت طهران في تطبيق فعلي لشعار: «نفطنا مقابل نفطكم» من خلال استهداف منشآت نفطية في السعودية وناقلات بترول تابعة لشركات عالمية بهدف الضغط اقتصادياً على هذه الدول من أجل دفعها للضغط على واشنطن لعلها تخفف القيود التجارية والاقتصادية التي وضعتها على تجارة الطاقة مع إيران.
اقتراب المواجهة من العلن ظهر في التصعيد الأخير على حدود لبنان الجنوبية، فالأزمة الأمنية في لبنان والخوف من اندلاع مواجهة جديدة مع إسرائيل يشكلان هاجساً داخلياً للأوروبيين القلقين دوماً من موجات جديدة من اللاجئين (اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين) عبر سواحل المتوسط، فالاستقرار الهش في لبنان نتيجة أزمة اقتصادية صعبة، وعدم سيطرة الدولة على قرار السلم والحرب، يمكّنان الطرف القادر على تحريك جبهة الجنوب من تحريك الموقف الدولي المتصلب ضد السلطة اللبنانية الموالية لطهران، والتنبيه بأن الدفع إلى مغامرة عسكرية في لبنان يعني نهاية ما تبقى من لبنان الذي نعرفه.
وعليه؛ فإن «حرب الظلال» أو «معارك الوكلاء» من العراق إلى سوريا مروراً بلبنان واليمن ومياه الخليج العربي، ومن الممكن أن تنتقل إلى مياه المتوسط، باتت على بعد خطوات أو أيام أو أسابيع من أن تصبح مباشرة، خصوصاً إذا كان بعض الأطراف يتعمد الوصول إلى هذا التحول الاستراتيجي، بهدف التوصل إلى حل ما يأتي دائماً عندما تصل الحلول التفاوضية إلى حائط مسدود

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طهران نهاية حرب الظلال طهران نهاية حرب الظلال



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab