احسم يا سيسي

احسم.. يا سيسي

احسم.. يا سيسي

 العرب اليوم -

احسم يا سيسي

محمود مسلم

كل من عمل مع المشير عبدالفتاح السيسى يعلم أنه «رجل قوى وحاسم ومؤدب ومتدين» وفى أحد حواراته خلال الحملة الانتخابية قال: «البعض يعتقد بالخطأ أن الأدب والانضباط نوع من الضعف».. ورغم مرور شهر على تولى «السيسى» المسئولية لم يظهر غضبه وحسمه، ولم يشعر المصريون بتحول كبير فى إدارة الدولة حتى الآن، قد يكون لمزيد من الدراسة أو أن مشاكل الشعب الكثيرة قد تراكمت فوق رأسه أو أن المؤامرات والمتربصين يكثفون تحركاتهم لإجهاض نجاحه قبل أن يبدأ.
حتى الآن ما زال «السيسى» يتعامل بطريقة حسن النوايا ومحاولة اكتشاف مناطق الخير والاستفادة بها عند كل مصرى.. وللآن لم تنجح هذه الطريقة كثيراً.. كما أن البعض يراها لا تصلح لأن تكون الحل الوحيد لمشاكل مصر، خاصة أن الرجل دخل «عش الدبابير» داخلياً وخارجياً.. والدبابير لا تعرف الأخلاق وحسن النوايا، بل تحتاج إلى العدل والنظام والحسم..
نجح «السيسى» فى إبهار المصريين خلال الشهر الأول بتحركاته الخارجية.. وضرب المثل والقدوة فى الداخل حينما أعلن مبادرته بالتنازل عن نصف راتبه وثروته حتى يضمن تطبيق الحد الأقصى للأجور على كل الفئات، لكن يبدو أن الغضب سيطر على رجال الدولة، وعلى رأسهم بعض قيادات «الداخلية»، مما اضطر الرجل إلى مصارحتهم فى اجتماعه الأخير معهم «اللى مش قادر يشتغل يمشى ولّا موضوع الحد الأقصى عامل مشكلة».. كما أن مبادرته كانت محاولة لفتح صفحـة شريـفـة مع رجال الأعمـال لتحمل المسئـولية الــوطنية بعد أن دعاهم من قبل للمشـاركة خلال اجتماعه معهم، لكن نتيجة المحاولتين غير مُرضية ولا تتناسب تماماً مع ما تمر به مصر من أزمات، أما مصيبة «السيسى» الكبرى فتتمثل فى حكومته التى ترك تشكيلها لرئيس وزرائه وفقاً للدستور، فجاءت مخيبة للآمال وغير قادرة أو مؤهلة لتحقيق أحلامه وطموحاته فى دولة مصابة بالترهل قبل يناير 2011، والتسيب خلال الفترة الانتقالية الأولى والأخونة قبل 30 يونيو والعشوائية بعدها.. وبالتالى فإن الجهاز الإدارى بالدولة يحتاج إلى وقفة جادة وحقيقية، وبعيداً عن الحكومة الحالية التى غرقت فى مشروع رفع الدعم عن الوقود وزيــارات «الشو الميدانية»، والأغـرب أن الحــكومة تــراهن على الضمير الوطنى للتجار، ولم تفصـح بعد عن إجراءاتها ضد معدومى الضمير، وكأن مصر تسكنها الملائكة.
لقد بلع «الشعب» التعديل الوزارى السيئ الذى تم بلا رؤية.. وما زال الصحفيون يحاولون بلع تغييرات رؤساء تحرير الصحف القومية التى جرت دون رؤية أيضاً.. لكن لا يمكن أن يهضم الشعب التسيب الأمنى الذى جرى الأيام الماضية، بداية من أحداث «الاتحادية» مروراً بالمحاولة الفاضحة لتهريب المتهم عادل حبارة، ثم تسريب رسالة الإخوانى محمد البلتاجى بالفيديو لأعضاء «الجماعة الإرهابية» الخائنة، وهروب عبدالرحمن عز إلى قطر، وأعتقد أن الحوادث الأربعة مثلت قوة دفع لخروج الإخوان فى ذكرى عزل رئيسهم الفاشل، فتراخى الدولة فى أهم ملف وهو الأمن أصبح لا يحتمل الصبر وحسن النوايا أكثر من ذلك، خاصة أن الثمن يدفعه الأبرياء من الشرطة والجيش والشعب من أرواحهم.
أزمة انقطاع الكهرباء تنتشر.. وفوضى محطات الوقود تتوسع.. وهناك بعض المناطق تعانى نقص مياه الشرب.. والناس تئن من ارتفاع الأسعار ومافيا السلع والمواصلات، بينما الحكومة تدرس الموازنة والدعم وحتى الآن لحظات الإبهار والنجاح تبدأ وتتوقف عند «السيسى»، وفى النهاية سيتحمل «المشير» وحده المسئولية، والمؤكد أنه أول من سيدفع الثمن، ليس جراء مؤامرات أعدائه فقط، ولكن لأنه يثق كثيراً فى مسئولين لا يدركون حجم المخاطر والتحديات، ولأنه يتعامل معهم وغيرهم بحسن النوايا والود والرقى.. بينما مشكلات مصر تحتاج إلى القوى العادل والسريع الناجز.. «احسم يا سيسى»!!

arabstoday

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 06:49 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 06:47 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 06:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 06:21 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 06:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 06:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احسم يا سيسي احسم يا سيسي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab