ناصر  وسيد قطب

ناصر .. وسيد قطب

ناصر .. وسيد قطب

 العرب اليوم -

ناصر  وسيد قطب

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

ليس جديداً الخطأ الذى يقع فيه ناقدو الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» حين يخلطون بين الدراما التاريخية من حيث هى عمل فنى، والتاريخ بوصفه علما اجتماعيا.

صانع الدراما التاريخية لا ينقل أحداثاً ووقائع. وعندما يفعل ذلك يخرج عمله ضعيفاً أو أقل مستوى مما يستطيع أن يقدمه. فلا هو يصنع فى هذه الحالة دراما جميلة مستقاة من التاريخ ولكنها تقوم على رؤية إبداعية، ولا هو يقدم توثيقاً تاريخياً لا مجال له فى الفن إلا عبر الأفلام الوثائقية. ولذا يبدو غريباً إثبات المراجع التى يعتمد عليها العمل الدرامى، وكأنه بحث فى التاريخ الأمر الذى يشجع كل من لا يعجبه مشهدا وآخر لشن هجوم عليه بدعوى أنه «يُزيِّف» وقائع التاريخ.

حدث ذلك مثلاً بشأن مشهد انضمام الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر إلى جماعة «الإخوان»، رغم أن التاريخ لم يحسم هذا الموضوع بسبب اختلاف الشهادات وعدم وجود وثائق تساعد فى الوصول إلى يقين. كما حدث بخصوص رؤية المسلسل للعلاقة بين عبد الناصر وسيد قطب. ويمكن أن يكون موقف ناقدى هذه الرؤية صحيحا لو أننا إزاء بحث فى التاريخ, لأن العلاقة بين عبد الناصر وقطب لم تصل إلى المستوى الذى أظهره المسلسل، رغم أنها كانت وثيقة سواء قبيل 23 يوليو، أو لعامين تقريباً بعده.

كان قطب أحد أبرز من اعتمد عليهم عبد الناصر وزملاؤه الذين قرروا الإمساك بالسلطة. ولكنه كان واحدا من كتاَّب ومثقفين عدة أدوا هذا الدور. كما كان قطب أحد من سبقوا إلى وصف ما حدث فى 23 يوليو بأنه ثورة. ولكن د. طه حسين ومحمد فريد أبو حديد وآخرين أطلقوا عليها هذا الوصف فى الوقت نفسه تقريباً. وليس هناك ما يدل على أن علاقة سيد قطب مع عبد الناصر كانت مختلفة نوعياً عن كتاَّب آخرين، أو أن هذه العلاقة وصلت إلى مستوى يسمح بحضوره اجتماعاً لمجلس قيادة الثورة. ولكن العمل الدرامى ليس تأريخا أو توثيقا. وحين يرسم صانعه صورة لسيد قطب يبدو فيها كأنه «مفكر الثورة»، فهذا جزء من رؤية درامية تجب مناقشتها فى مجملها وليس بالقطعة, وبدون إغفال أن هذا عمل درامى له معاييره الفنية والجمالية، وليس عملا توثيقيا.

المصدر : صحيفة الأهرام

arabstoday

GMT 03:36 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

القاهرة الإخبارية

GMT 04:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

قلوب مشبوكة بحجارتها

GMT 05:48 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

قرار 1701

GMT 07:52 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إلغاء منح الجنسية

GMT 04:13 2018 السبت ,21 تموز / يوليو

مراهنات قاتلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناصر  وسيد قطب ناصر  وسيد قطب



أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ العرب اليوم

GMT 06:40 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 العرب اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 06:57 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 العرب اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 11:03 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

فئرانُ مذعورة!

GMT 14:28 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

الجيش السوداني يتقدم في عدة محاور قرب ود مدني

GMT 13:22 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

GMT 16:45 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مايكروستراتيجي تواصل زيادة حيازاتها من البيتكوين

GMT 16:25 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

غارات جوية تستهدف موانئ نفطية ومحطات طاقة في اليمن

GMT 04:09 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

22 شهيدا في غزة وانصهار الجثث جراء كمية المتفجرات

GMT 14:46 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

نونو سانتو أفضل مدرب فى شهر ديسمبر بالدوري الإنجليزي

GMT 04:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مقتل 6 أشخاص وإصابة اثنين بغارة إسرائيلية جنوب لبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab