صلاح منتصر
من أول سطر في انتخابات مجلس النواب الجديد كنت أراها تجربة جديدة في تاريخ البرلمانات التي شهدتها مصر من قبل ، وأن نتيجتها لن تحقق البرلمان الذي نتمناه ، بل سيحتاج الأمر إلي تجربة ثانية ـ في موعدها ـ وربما ثالثة حتي تكون لدينا حياة برلمانية سليمة.
أسجل في ضوء النتائج التي أعلنت الملاحظات التالية :
1ـ هذه ثالث مرة تجرب فيها مصر الانتخاب بالقوائم وقد حكم علي المرتين الأوليين بعدم الدستورية . أما قوائم الانتخابات الاخيرة 2015 فقد تميزت بأنها قوائم إجمالية وليست نسبية بمعني أن الذي يفوز بالأكثرية تفوز كل أسماء قائمته ،والخاصية الثانية أن هذه القوائم لا تمثل كما جرت العادة في الانتخاب بالقائمة تيارا أو حزبا أو اتجاها سياسيا واحدا وإنما جاءت القوائم هذه الانتخابات خليطا من الحزبيين والمستقلين الذين ما إن انتهت الانتخابات حتي انفرط عقدهم وأصبح لكل منهم أن يختار موقفه سواء معارضا أم مؤيدا أم متفرجا .
2- تضاؤل حجم السلفيين وتسجيل المستقلين أغلبية واضحة مما يعني عدم سيطرة حزب وإمساكه الدفة ، في الوقت الذي يعتبر كل مستقل نفسه حزبا لوحده يمكن أن يتغير موقفه من الحكومة 180 درجة . وربما أول ماسيعانيه المجلس نتيجة ذلك عملية تشكيل لجانه التي تمثل أساس العمل فيه علما بأن لكل لجنة رئيسا ووكيلين ومقررا وتبدو الأهمية في اختيار رئيس اللجنة .
3ـ سوف يحتاج المجلس إلي وقت ليتعلم النواب الجدد ممارسة مهامهم علي طريقة قواعد القيادة الآمنة التي تمنع تصادم الأعضاء في المجلس . وقد كنت أفضل لو تم تنظيم محاضرة أو اثنتين ليعرف النواب قواعد العمل وتقديم الأسئلة والاستجوابات . علما بأن هذا لا يقلل من قدر العضو بل علي العكس يوفر الوقت الكثير في فك الاشتباكات التي أتوقعها بين أكثر من 500 عضو لم يمارس معظمهم الحياة النيابية وفي مواجهة حكومة لم تتعامل هي الأخري من قبل مع برلمان.
4- أصعب ما يواجهه المجلس الجديد زهواة الزعامات والحنجورية سواء عن جدارة أم رغبة في الظهور واستقطاب الأضواء وهو أخطر أمراض المجلس الجديد كان الله في عون رئيسه !