صلاح منتصر
الحكاية ليست نكتة فمكانها ولاية «ماساتشوستس» وعاصمتها مدينة بوسطن المشهورة بأنها تضم عددا كبيرا من الجامعات التى تتجاوز 500 مؤسسة تعليمية أشهرها هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أشهر وأرقى معهد للتقنية .
أما «الفرخة» فعمرها حاليا ثلاثة أشهر وقد ولدت بعيب خلقى وتمزق فى وتر الساق اليمنى مما يمنع حركتها وجريها مع باقى الفراخ كما هى العادة . وقد عز على صاحبة الفرخة رؤيتها وهى عاجزة عن ملاحقة زميلاتها فأخذتها إلى كلية «كومنجز» للطب البيطرى وبعد فحص حالة الفرخة كان أمام صاحبتها ثلاثة خيارات، أن تستمر حياة الفرخة كما هى، أو قتلها قتلا رحيما ، والخيار الثالث تركيب ساق صناعية لها . وقد اختارت صاحبة الفرخة الخيار الثالث قائلة : لا وقت للتفكير فمن حق «سيسلى» ـ وهو اسم الفرخة ـ أن تعيش حياة طبيعية، هذا رغم أنهم قالوا لها إن تكاليف العملية 2500 دولار عليها تحملها لأنه ليس للفرخة تأمين صحى .
وقد خضعت الفرخة يوم الأربعاء قبل الماضى لإجراءات العملية وكانت أولي خطواتها بتر الساق المصابة وتصوير الساق اليسرى السليمة بالأشعة المقطعية من أجل تصنيع مثلها بطريقة الطباعة الثلاثية الأبعاد وهى طريقة شاهدتها فى أمريكا فى فبراير الماضى وهى عبارة عن جهاز يتم تسليطه على إحدي المواد (كوب أو كرة أو لعبة) فتقوم بإنتاج صورة طبق الأصل فى زمن يختلف حسب حجم وشكل المطلوب
وقد أعلن المستشفى المتخصص فى إجراء العمليات الجراحية للطيور وآخرها عملية لفرخة لاستئصال الرحم ، أنه بعد فترة نقاهة نحوأسبوعين يتم فيها صنع الساق الصناعية سيتم تركيبها للفرخة ومتابعتها بعض الوقت إلى أن تعود إلى زميلاتها لتجرى معهم بطريقة طبيعية وتمضى بقية عمرها الذى يتراوح عادة بين ثلاث وأربع سنوات .
الحكاية وإن بدت نكتة أو غريبة فى مجتمع رايق ، إلا أنها فى جانبها العلمى سيستفاد بها لا شك فى صنع أطراف للإنسان أفضل من المعمول بها حاليا رغم أنها تسمح لأصحاب السيقان الصناعية بالاشتراك فى السباقات ، ولكن ماهو قادم لا بد أن يكون أفضل !