صلاح منتصر
ما إن وصلنا الى مدينة بالو آلتو فى ولاية كاليفورنيا الامريكية حيث مستشفى ستانفورد الشهير الذى بدأت فيه زوجتى جلسات العلاج من المرض الذى تم اكتشافه أخيرا والحمد لله فى مرحلته الاولى ، حتى تفجر فى وجهنا حادث سيد فاروق ( 28 سنة)وهو أمريكى من أصول باكستانية وزوجته اتاشفين مالكب (27 سنة ). وقد اقتحم الاثنان قبل أسبوع مركزا للمعاقين يعمل فيه الزوج وأطلقا بنادقهما ومسدساتهما بطريقة عشوائية أدت الى قتل 14 واصابة 17 . وقد نشرت الصحف تفاصيل الحادث الذى لم تستطع التحقيقات معرفة لماذا ارتكب فاروق وزوجته المجزرة ولديهما طفل صغير عمره ستة أشهر هان عليهما فراقه وتركه للزمن . ولا تشير التحقيقات الى عضويتهما لداعش لكن الزوجة كانت متعاطفة معها ، مما جعل داعش ـ التى ما صدقت ـ تعلن أن العملية تمت لحسابهما !
أراد الرئيس الأمريكى أوباما ألا يتعجل وكان يتمنى أن يكون الحادث عملا فرديا ، ولكن أمام ظواهر الحال اضطر لوصفه بعمل ارهابى ووجه خطابا توعد فيه داعش دون أن يقول كيف . أما المصيبة الكبرى فكانت فى الملياردير الأمريكى «دونالد ترامب « الذى لاحدود لثروته ونشاطه فى أنحاء العالم ، وبفلوسه يسعى للحصول على ترشيح حزبه الجمهورى للرياسة ذاكرا لأعضائه « لاأريد تبرعاتكم ولا أموالكم « ، فبفلوسه راح يهذى بالتصريحات الغريبة التى أعلنها وآخرها مطالبته بمنع دخول المسلمين لأمريكا سواء للزيارة أو لأى سبب ، أما المسلمون المقيمون داخل أمريكا فقد طلب قيامهم بتسجيل أسمائهم ليكونوا عند الطلب على أساس أنهم يكرهون أمريكا ولا يؤمنون سوى بالجهاد.
وقد لقيت تصريحات «ترامب» العنصرية ردود فعل عنيفة حتى من حزبه الذى اعتبر ماقاله هدية لهيلارى كلينتون مرشحة الديمقراطيين، ووضح آخرون أن المسلمين يعيشون فى أمريكا بالذات حياة واضحة ومكشوفة فى مختلف مناطق السكن ، دون السكن على طريقة اليهود فى جيتو مغلق لا يعيش فيه غيرهم بما يمكنهم من اخفاء تصرفاتهم . وصحيح أن «ترامب» أصبح يتم تصويره فى شكل هتلر النازى ، لكن ما أخشاه أن يكون قد بذر البذرة العنصرية التى يمكن أن تطرح مستقبلا ونعانى من ثمارها!