بقلم : صلاح منتصر
هذا رجل خبير بصنع الفلوس ولغتها، وقد علمته الحياة أنه مهما بلغ قدرها : مليون أو مليار أو حتى تريليون فهى ارقام دنيوية سيتركها متى جاءت ساعته، وبالتالى فالحكمة الاكبر أن يتركها لورثته بغير مشاكل وهو مافعله حسين سالم .
وشهرة حسين سالم تعود لشرم الشيخ التى استعدناها من اسرائيل 82 ، وكانت عبارة عن شاطئ مهجور به مبنى واحد بناه الإسرائيليون خلال السنوات الست التى امضوها فى شرم واسموه «أكوا» . ومن نموذج «اكوا» راح حسنى مبارك قبل 30 سنة يستجدى راغبى الاستثمار والمغامرة ويصحبهم فى طائرته الى تلال الرمل والشاطئ المهجور فى خليج نعمة . والمال بطبعه جبان لكن حسين سالم كان اول المغامرين ، وما أن أقام فندقه «غزالة» حتى اصبح الحجز فيه بالواسطة والرجاء . ونتيجة لذلك شهدت شرم الشيخ ماسبق ان حدث فى امريكا من اندفاع المغامرين للبحث عن الذهب فى كاليفورنيا ،فكانت شرم الشيخ التى اصبحت من أشهر مدن الشواطئ.
وفى الغردقة وهب الله محافظة البحر الاحمر رجلا لن ينساه التاريخ هو الفريق يوسف عفيفى صاحب السجل فى حرب اكتوبر والذى تولى منصب محافظ البحر الاحمر وعاصمتها الغردقة لمدة 14 سنة نقل فيها الغردقة من قرية بدائية للصيادين بلا شارع مرصوف إلى مدينة عالمية فيها أكثر من مائتى فندق .
حسين سالم كان له مع شرم الشيخ وبعدها نشاطات أخرى أشهرها تصدير الغاز لإسرائيل الذى قال إن مبارك أرغمه عليها. وتراكمت الثروات كما تراكمت مشاعر الضيق الشعبى إلى أن وقع انفجار يناير. والتقط حسين سالم الإشارة مبكرا فغادر مصر بعد أن أدرك أن النزاع سيدور حول ثروته التى بخبرته تأكد أن عصفورا مستقرا مؤكدا يتركه لأولاده أفضل من عشرات الطيور المتنازع عليها. وبمساعدة محام قدير بالغ الصبر هو الدكتور محمود كبيش، استطاع عبور موانع البيروقراطية المصرية العديدة ، وينهى بأعجوبة النزاع بين سالم والحكومة بتنازل سالم عن خمسة مليارات جنيه والباقى ذهب لورثته. وحاليا يعد سالم حرا طليقا ينتظر حكمة : الكفن لا جيوب له !.