كيف ينجح نظام التعليم

كيف ينجح نظام التعليم؟

كيف ينجح نظام التعليم؟

 العرب اليوم -

كيف ينجح نظام التعليم

بقلم : صلاح منتصر

لن يشفع لأي نظام جديد للتعليم جودته فإذا لم يطبق في بيئة ترحب به وتتولي رعايته فلن يستمر طويلا. وسيواجه في بدء تطبيقه بالمقاومة الطبيعية للتغيير وذلك بالتشكيك في أهدافه وجدواه. والأكثر خطورة وضراوة التمسك بالقديم من أصحاب المصالح الكثيرين سواء من المدرسين الخصوصيين، ومن أصحاب الكتب الخارجية، ومطابع الكتب المدرسية التقليدية بالإضافة إلي تخوفات ولاة الأمور قبل الطلاب من منظومة جديدة لا يعرفون فك شفرتها وتطويعها لتحقيق وصول أبنائهم لمكان مرموق بالجامعة. وإذا لم تتم مواجهة هذه التحديات بجدية كاملة فستتعرض المنظومة ليس فقط للتراجع وإنما لانهيار كامل.

وتتطلب مواجهة هذه التحديات وعيا كاملا بطرق التغلب عليها، وذلك بتقليل إحساس الشركاء في المنظومة بأن النظام الجديد مفروض عليهم وذلك بتنمية وعيهم فرديا وجمعيا بأهداف النظام ومناقشتهم وتدريبهم لتنمية الوعي الفردي والجماعي لديهم، وبالتالي امتصاص صدمة التغيير المفاجئ والبدء في بناء ثقافة اجتماعية ومهنية جديدة لضمان العمل المتناغم بينهم في اتجاه إنجاحها.

أما أصحاب المصالح في عدم التغيير فلن يمكن مواجهتهم بالإقناع أو التعويض، وإنما السبيل الأجدي هو جعل آلياتهم الحالية غير ذات جدوي في المنظومة الجديدة. ولا يتأتي ذلك فقط عن طريق تغيير نظم الامتحانات والحلول الأخري التعليمية، بل وكذلك بتعميق نظم الالتحاق بالجامعة بحيث لا تعتمد فقط علي نتائج المرحلة الثانوية، بل الأهم توسيع فرص الالتحاق بالتعليم الجامعي والعالي لتقل حدة المنافسة في نهاية المرحلة الثانوية ويتحول التعليم بالفعل من كونه مسابقة شرسة للعبور للجامعة إلي متعة المعرفة والتفكير والابتكار. وهو ما يسهم أيضا في طمأنة أولياء الأمور علي زيادة فرص أبنائهم في الوصول للجامعة وإنهاء تكالبهم الحالي علي الدروس الخصوصية لحصد أعلي الدرجات.

النظام التعليمي الجديد لايمكن أن ينجح عن طريق فرضه، بل بإيمان المشاركين في منظومته بضرورة العمل المشترك المتناغم لإنجاحه وذلك بتحويلهم إلي ملاكه، يرصدون تطبيقه ويشاركون في تطويره وتحسينه، ويجنون ثمار عملهم بالحوافز الفردية والجماعية. والحافز الأكبر والهدف الأسمي في النهاية هو شاب مصري قادر علي بناء مصر المدنية الحديثة والمشاركة في التقدم الإنساني.

هذه هي رسالة الدكتور محسن توفيق الأستاذ بجامعة عين شمس .

المصدر : جريدة الأهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

GMT 01:05 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

حكاية الحكومات في فلسطين... والرئيس

GMT 02:47 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

لماذا مدح بوتين بايدن؟

GMT 01:26 2024 الإثنين ,19 شباط / فبراير

سياسة في يوم عيد الحب

GMT 01:23 2024 الإثنين ,19 شباط / فبراير

كوارث التواصل الاجتماعي!

GMT 02:27 2024 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

تستكثرُ علي بيتك؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ينجح نظام التعليم كيف ينجح نظام التعليم



أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ العرب اليوم

GMT 06:40 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 العرب اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 06:57 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 العرب اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 14:49 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

كريم محمود عبدالعزيز يكشف عن رأي أولاده في أعماله
 العرب اليوم - كريم محمود عبدالعزيز يكشف عن رأي أولاده في أعماله

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 11:03 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

فئرانُ مذعورة!

GMT 14:28 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

الجيش السوداني يتقدم في عدة محاور قرب ود مدني

GMT 13:22 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

GMT 16:45 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مايكروستراتيجي تواصل زيادة حيازاتها من البيتكوين

GMT 16:25 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

غارات جوية تستهدف موانئ نفطية ومحطات طاقة في اليمن

GMT 04:09 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

22 شهيدا في غزة وانصهار الجثث جراء كمية المتفجرات

GMT 14:46 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

نونو سانتو أفضل مدرب فى شهر ديسمبر بالدوري الإنجليزي

GMT 04:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مقتل 6 أشخاص وإصابة اثنين بغارة إسرائيلية جنوب لبنان

GMT 16:44 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

اليابان تفرض عقوبات على 11 فردا و51 شركة و3 بنوك من روسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab