بقلم : صلاح منتصر
لاتعنى سرعة بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل الى مباركة نداء السلام الذى أطلقه الرئيس السيسى من أسيوط أن
السلام اقترب، وانما هى لوازم السياسة التى تقتضى سرعة أن يسجل نيتانياهو هدفا يكسب به الرأى العام العالمى معتمدا على موقف الطرف الآخر الفلسطينى المنشق على نفسه والذى قد يكون اتفاق فصيليه ( فتح وحماس ) أصعب من الاتفاق مع إسرائيل، وهو ما ينقل الكرة الى الملعب الفلسطينى .
هناك كلام كثير يثيره نداء السلام الذى فاجأنا به الرئيس السيسى وفى أول مرة يتحدث فيها وبهذه الطريقة عن استعداده لتقديم مساعدة مصر لكننى وفى عجالة أسجل ما يلى :
1ـ هناك من يرى أن النداء تم بالاتفاق مع أمريكا فى هذا التوقيت بدليل وصول كيرى الى القاهرة بعده بساعات ، وفى الوقت نفسه هناك احتمال أن تكون واشنطن ــ لم تعلم ــ أن الرئيس السيسى أراد أن يضيف الى المهمة التى جاء من أجلها كيرى الى مصر ـ وهى محددة من قبل وفى الغالب عن ليبيا ـ موضوع القضية الفلسطينية .
2ـ أثار نداء الرئيس السيسى ردود فعل سريعة مؤيدة مما يعنى أن أهم نتيجة حققها النداء انزال القضية الفلسطينية من فوق رفوف النسيان حتى بين العرب التى أصبحت صحفهم خالية من سنوات من الاشارة الى القضية .
3ـ تبدو قوة النداء الذى أطلقه السيسى أنه لم يأت للتغطية على مشاكل يواجهها فى بلده ليشغل شعبه عنها كما جرى استخدام القضية الفلسطينية من قبل فى دول عربية أخرى ، فما لدى السيسى من مشروعات وخطط لتنمية بلده لا تجعله يعرف النوم، وربما كان أكبر دليل اعلانه نداءه من أسيوط التى كان يفتتح منها 9 محطات توليد للكهرباء . وأملى شخصيا ألا تشغله القضية الفلسطينية عن هذه التنمية أو تغريه بالزعامة .
4ـ كان واضحا من ردود الفعل التى أثارها نداء السيسى أنه عرف اختيار التوقيت المناسب عندما أصبحت مصر فى مكانة وثقل قادرة على التعامل ومخاطبة كل القوى .
5ـ من أهم ماقاله السيسى دعمه بوضوح لمفهوم اتفاق السلام بين مصر واسرائيل كأساس يتم البناء فوقه . ولكن علينا أن ننتظر .