بقلم : صلاح منتصر
شهادتى عن مسلسلات رمضان منحازة لمسلسل واحد هو «جراند أوتيل» الذى تابعته وحفظت نجومه الذين قدموا مباراة فنية تفوق فيها كل فنان على نفسه .
يعترف كاتب المسلسل «تامر حبيب» بأنه إستوحى المسلسل من عمل أسبانى تحكى قصته التى تدور عام 1950 فى فندق كبير فى أسوان اسمه «جراند أوتيل» (جرى بنجاح اختيار فندق كتراكت الشهير ) عن فتاة ذهبت للعمل فى الفندق وإختفت أخبارها فذهب شقيقها( عمرو يوسف) يبحث عنها، وبدلا من كشف سر مقتل شقيقته كشف عن جرائم أخرى أكبر ومجتمع تتصارع فيها طبائع البشر من خير وشر وتآمر وبراءة وحب وكراهية ، ولا يعيب الحبكة إلا العلاقة المكشوفة بين الزوجة نازلى (أمينة خليل) وعلى (عمرو يوسف) فى مجتمع تحكمه تقاليده المتحفظة .
استطاع تامر حبيب بحسه الفنى ولغة الحوار الرفيعة التى أدار بها الأحداث وعبقرية المخرج محمد شاكر خضير وبراعة مدير التصوير تيمور تيمور،أن يمنح لكل شخصية مساحة وافية تصل فيها إلى قمة الأداء بحيث أصبح من الصعب اختيار الأفضل: الأم قسمت (أنوشكا) المرأة القوية التى تحيك مؤامرات الشر دون أن تبتل أصابعها بالدم ، أم سكينة (سوسن بدر) الأم المصرية الصابرة التى برمشة عين تفجر دموع المشاهد ،أم ابنها أمين (محمد ممدوح) الذى قدم دورا إنسانيا بالغ الروعة والبراءة فى غابة الشر التى أرادت أن تقوده إلى المشنقة ، أم نازلى (أمينة خليل) التى تركت بعينيها النفاذتين بصمة فى أول مسلسل تتولى بطولته ، أم زوجها مراد (أحمد داود) الشيطان فى ملابس ابن الذوات يقابله إحسان (محمد حاتم) ابن الباشا الذى يمثل الخير والتضحية ،وزوجته آمال (ندا موسي) التى رتبت لها أمها أنوشكا حملا كاذبا تخدع به زوجها ، ووردة (دينا الشربيني) من حاجبيها تقرأ الخيانة والتآمر . وغيرهم الأستاذة رجاء الجداوى وصديقتها شيرين ومحمود البزاوى رئيس العاملين وخالد كمال (ضابط الشرطة) وحتى مى الغيطى (فاطمة ) العاملة الساذجة والحب اليائس . جميعا كانوا صحبة جميلة أمضينا الشهر معهم وسيوحشونا .