بقلم : صلاح منتصر
باستثناء تأكيد الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب محاربة الإسلام المتطرف فى كل العالم، خيل لى وأنا أسمع مايقوله - فى أول خطاب يوجهه إلى الأمة وإلى العالم بعد تنصيبه رئيسا - أنه يتحدث كرجل أعمال عن شركة نجح فى ضمها لإمبراطوريته وقد وعد بأن يقوم بإصلاح أحوالها التعبانة ودفعها إلى طريق المكسب.
لم يشعرنى ترامب بأنه يتحدث كرئيس أقوى وأعظم دولة فى العالم وإنما عن برنامج عنوانه "أمريكا أولا وأمريكا فقط" . برنامج يعد فيه بإصلاح ماخربه من سبقه الذى للمفارقة ـ وهو أوباما ـ كان ملازما له حتى آخر لحظة . فالمهمشون داخل أمريكا لن يهمشوا بعد اليوم ، والتعليم الذى انهار ستتم إعادة بنائه، والمخدرات سنحاربها، وسنجعل الأمريكى يشترى إنتاج بلده, والأمريكى هو الذى يعين فى الوظائف التى تخلو ، وكل قرار يصدر يصب فى مصلحة العمال الأمريكيين، وغير ذلك مما تمتلئ به خطابات المسئولين فى الدول النامية !
ترامب أصبح رئيسا لأمريكا وحتى آخر لحظة فى حفل العشاء الذى أقيم على شرفه مساء الليلة السابقة على تنصيبه قال ساخرا : أتمنى أن تمطر السماء رغم أن ذلك سيثير الفوضى, ولكن سيكتشف الناس أن هذا شعرى الحقيقى وأننى لا أضع باروكة مثل البعض ( فى إشارة إلى هيلارى التى يقول إنها تضع باروكة )
حضرت "ميلانيا" زوجة ترامب وهى سلوفينية الأصل ومانيكان سابق العشاء فى فستان ذهبى طويل, جعلهم يطلقون عليها "السيدة الأولى الذهبية" وفى حفل التنصيب ارتدت فستانا مائلا إلى الزرقة برقبة عريضة تحيط العنق .
أضفى على احتفال التنصيب جوا راقيا حضور الرؤساء السابقين وزوجاتهم :كارتر، وبوش الابن، وكلينتون، كما حضر أيضا أوباما الذى ليس مجبرا حسب البروتوكولات على الحضور ولكنه أراد أن يضع تقليدا وديا ولدرجة أنه صحبه إلى الكابيتول مقر الكونجرس حيث مراسم التنصيب .
هيلارى كانت نجمة لأسباب أن العيون أرادت أن تراها ماذا ستفعل فى هذا اليوم وقد حضرت فى "إنسامبل" أبيض اللون (بنطلون وحذاء أبيض وبالطو أبيض ) ولعلها كانت تعده لتقسم به اليمين، ولكن هكذا السياسة والديمقراطية والانتخابات !
المصدر : صحيفة الاهرام