بقلم : صلاح منتصر
فى يوم واحد تلقيت ثلاث رسائل بالبريد الإلكترونى تقول نصا : بناء على طلب الأمير الوليد بن طلال الذى تبرع إلى مؤسسة الوليد بن طلال (الكلمتان كما وردتا فى الرسائل الثلاث) بمبلغ خمسة ملايين دولار أمريكى وأنت من ضمن آلاف الأشخاص المختارين . نرجو منك إرسال اسمك، عنوانك، رقم هاتفك.
هذا هو نص الرسالة التى بالتأكيد وصلت إلى آلاف آخرين وطبعا ستقوم نسبة لا تقل عن 40 فى المائة من المرسل إليهم إن لم يكن أكثر بالرد على الرسالة شاكرين للأمير الوليد كرمه، وبعد ذلك أراهن أنه سيطلب من الذى تولى الرد رسما بسيطا لتحويل المبلغ الذى خصص له من مؤسسة الوليد وعند الرد مصحوبا بالرسم «إبقى قابلنى لو حد شاف دولار واحد» لأن العملية نصب بطريقة جديدة فى السيناريو.
من الواضح فى الرسالة علامات النصب بوضوح لأن المفروض أن المرسل موظف فى مؤسسة الوليد ومع ذلك فقد قال «بناء على طلب الأمير الوليد» وهى عبارة لا يمكن أن تصدر من موظف بالمؤسسة وإنما الصح أن يقول «بناء على طلب سمو الأمير» وكتابة الرسالة بدون «سمو» تكشف أنها من مدع أفاق .
الملاحظة الثانية أن الرسالة جاءتنى بثلاثة أسماء لكنها صادرة من عنوان واحد هو students tenech.edu ، وكون أن كلمات البرقيات الثلاث واحدة بما فى ذلك الأخطاء التى فيها فهذا يدل على أن واحدا فقط تولى إرسالها بالعناوين الثلاثة أو ثلاثة حصلوا معا على قائمة العناوين التى يراسلونها وتولوا الإرسال فى وقت واحد قاصدين أن يصل إلى المرسل إليه ثلاث رسائل مرة واحدة تجعله يهتم ويتصور إن الأمير على عجل ومهتم بمكافأته.
عندى تحذير لمن تصله هذه الرسالة ألا يتورط فى أى رد، فكثير من عمليات النصب التى يفكر أصحابها فى السيناريو المختلف الذى يتوصلون إليه، غرضها معرفة بيانات المرسل إليهم وهذه فى حد ذاتها سلعة لها ثمنها فى سوق النصب .
قبل ذلك وبعده أرجو سمو الأمير الوليد أن يتدخل لوقف عمليات النصب التى تجرى باسمه إلا إذا كان الأمر صحيحا فعليه التوضيح .