بقلم : صلاح منتصر
من يدخل على موقع جوجل الشهير يجد أنه استجاب بكل أسف للشائعات التى ترددت عن الفنانة العظيمة شادية وسجل تاريخ وفاتها يوم 6 نوفمبر وهو تاريخ دخول شادية المستشفى للعلاج من جلطة أصابتها وعولجت منها. وهى ظاهرة جديدة أصابت مواقع التواصل الاجتماعى فى سبق نشر أخبار وفاة المشهورين وهم مازالوا أحياء.
وشادية فنانة عاصرتها منذ بدايتها القوية التى ظهرت فيها عام 1947 فى السينما تؤدى فى سن السادسة عشرة أدوار البطولة كفتاة خفيفة الظل تغنى برقة وطبيعية أمام نجوم عصرها محمد فوزى وعبدالحليم حافظ ومن الكوميدى إلى الغنائى إلى الدراما أدت شادية ونجحت فى جميع الأدوار التى أدتها فى أكثر من 110 أفلام . وبعيدا عن السينما شدت شادية بأغان وطنية ولدت وعاشت حتى اليوم فى ضمير الشعب مثل سينا اليوم فى عيد، وأقوى من الزمان وياحبيبتى يامصر.
ولم يبق غير المسرح الذى ظهرت فيه مرة واحدة اعتبارا من عام 1981 أمام عملاقين من عمالقة المسرح سهير البابلى وعبدالمنعم مدبولى فى مسرحية «ريا وسكينة » التى تعاقدت عليها على أساس أن تظهر لمدة شهر ، ولكن نجاحها الكبير وأداءها الواثق كمحترفة مسرح، جعل سمير خفاجى صانع النجوم يمد فى عرض المسرحية ثلاث سنوات وبعدها فى عام 1984 اعتزلت شادية وفرضت على نفسها حياة خاصة حافظت عليها 33 سنة حتى اليوم .
وفى ذلك قالت شادية إنها اعتزلت وهى فى عز مجدها لا تريد الانتظار حتى تهجرها الأضواء وتقوم بدور الأمهات العجائز بعد أن تعود الناس مشاهدتها فى دور البطلة الشابة . لاتريد أن يرى الناس التجاعيد فى وجهها وأن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لها عندهم « ولهذا لن أنتظر حتى تعتزلنى الأضواء وإنما سأهجرها قبل أن تهتز صورتى فى خيال الناس» .. وربما تأثرت شادية فى ذلك بدورها العظيم فى فيلم «معبودة الجماهير» الذى كتب قصته الكاتب الكبير مصطفى أمين وأدت فيه مع عبدالحليم دورا لا ينسى وأغانى من الاثنين على مستوى لم يشهدها أى فيلم آخر حتى اليوم .