بقلم : صلاح منتصر
من مشكلات الدول التى قرأت عنها أخيرا شكوى هولندا من خلو سجونها من المسجونين, رغم أنها أغلقت 19 سجنا فى السنوات الأخيرة، وتتوقع إغلاق خمسة سجون أخرى خلال الأسابيع المقبلة, فى الوقت الذى ارتفع فيه عدد نزلاء السجون فى العالم منذ بداية القرن الحادى والعشرين بنسية 20%.
وحسب تقرير «واشنطن بوست» فإن هولندا تسجل أدنى نسبة من المسجونين فى أوروبا, إذ يبلغ متوسط مسجونيها 57 سجينا فى كل مائة ألف شخص, مما يعنى أن كل المسجونين فيها فى حدود 11 ألف مسجون من بين 18 مليون نسمة سكان، ويرجع ذلك إلى انخفاض نسبة الجريمة, وفى الوقت نفسه حزم الحكومة فى تطبيق القوانين بما يفرض على المواطنين الالتزام بها.
وتنافس السويد وسويسرا هولندا فى هذا المجال, إذ انخفض عدد المسجونين فى السويد فى السنوات الثلاث الأخيرة إلى 4852 من بين سكانها الذين يبلغون 9٫5 مليون نسمة، كما أغلقت سويسرا أخيرا أربعة سجون، وبينما فى سجون الصين مليون و640 ألف سجين فإن أمريكا التى يبلغ تعدادها ربع الصين بها 2٫2 مليون سجين، بمعدل 716 سجينا لكل مائة ألف من السكان!.
ومع أن أمريكا تتزعم حقوق الإنسان والسجناء إلا أنها عندما أرادت ، استأجرت سجونا خارج أمريكا مارست فيها أبشع وسائل التعذيب دون أن تحسبها على نفسها, على أساس أن هذه السجون ( مثل جوانتنامو فى كوبا وأبوغريب فى العراق ) تقع خارج أمريكا!.
وقد لجأت هولندا أخيرا إلى تأجير سجونها للنرويج التى استقدمت منها 240 مسجونا، بينما تم تحويل عدد من السجون التى أغلقت إلى فنادق, وهناك تفكير بأن يتم استخدام السجون الخالية مقارا مؤقتة للمهاجرين الذين يتدفقون على أوروبا.
وهولندا التى يسكنها 18 مليونا ومساحتها 42 ألف كيلومتر مربع ثانى أكبر بلد مصدر للمنتجات الغذائية فى العالم بعد أمريكا، وقد تم تصنيفها بأنها الدولة الأكثر سعادة، ولا يعد زائرا لهولندا إذا لم يزر سوق زهورها الذى يعمل سبعة أيام أسبوعيا ويشهد حركة التصدير لكل دول العالم، إذ تنتج هولندا وحدها 66% من زهور العالم!.