بقلم : صلاح منتصر
هذه تجربة قيل إنه تقرر بدؤها فى محطة الشهداء بمترو الأنفاق ، أرجو ألا تمتد وتنتشر ،وحبذا لو أنهم أنهوها فى هدوء وكأن شيئا لم يكن ، فليس هكذا يكون نشر الفتاوى الدينية .
الخبر الذى نشرته أكثر من صحيفة يقول إن لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية قررت تخصيص «كشك للفتاوى» تقيمه فى «محطة مترو الشهداء» على سبيل التجربة تستقبل فيه من يطلب فتوى فى زواج أو طلاق أو ميراث وغير ذلك للرد على تساؤلاتهم وإفادتهم بالفتاوى المطلوبة.
ولابد أن يكون السؤال: هل يتصور أصحاب هذا الاقتراح أن محطات المترو أماكن للراحة وتمضية الوقت حتى يكون لديهم الوقت الذى يجعلهم يفكرون فى تمضيته فى البحث عن فتوى تحيرهم ؟ وإذا كانت العادة كما فى كل العالم أن قطارات المترو تأتى وتتحرك بسرعة وأن مستخدم المحطة فى عجلة دائما للحاق بالقطار فمتى يكون لديه الوقت للتفكير فى فتوى والبحث عن رد عليها ؟
ثم من هؤلاء الذين سيستعان بهم فى إصدار هذه الفتاوى إلا إذا كانوا من المبتدئين فى دراسة الأمور الدينية الذين لا يطمأن كثيرا إلى فتاواهم . فليس هناك عالم متخصص بلغ من العلم درجة تجعله يتلقى السؤال ويجيب عنه فورا إلا إذا كان فى درجة وخبرة عالم مثل الدكتور على جمعة الذى له برنامج فتاوى ناجح هو ثمرة سنوات من الدراسة والبحث والعمل مفتيا لمصر عدة سنوات .
ثم سؤال آخر: أليس من حق الإخوة الأقباط أن يكون لهم هم أيضا «كشك لفتاوى» يطلبونها فى دينهم ، فهل يصل بنا الأمر إلى هذا الحد . ولا يقول أحدكم إن هذا تطرف فى التفكير، بل التطرف هو هذا المشروع الذى يحول الدين إلى وسيلة لتمضية الوقت فى محطات المترو وبالمرة نسأل أى سؤال .
محطات المترو كما فى كل العالم وسيلة لرفع مستوى الثقافة عن طريق نشر اللوحات الفنية والثقافية العابرة فى هدوء بدون ميكروفونات وزعيق ، أما أكشاك الفتوى على الطاير فبصراحة لا تليق ، ولا تدخل فى تجديد الخطاب الدينى لمن يتصور أنها تاهت ووجدوها !