بقلم : صلاح منتصر
10ـ بإعلان قيادة حزب البعث الموافقة على الوحدة تم توافر الشروط التى وضعها عبد الناصر مما وفر للسوريين «اختطاف» الوحدة بين مصر وسوريا كما كانوا يهدفون لفترة انتقال يحلون فيها مشكلاتهم فى الوقت الذى شعر فيه حزب البعث الذى لولا موافقته ماتمت الوحدة أنهم أهدوا سوريا إلى عبد الناصر ليصبح زعيما عربيا ، وبالتالى على عبد الناصر أن يقدر ويطلق أيديهم فى سوريا !
لم تستمر مباحثات الوحدة طويلا، ففى أول فبراير جاء الرئيس السورى شكرى القوتلى للقاء عبد الناصر ، وفى احتفال جرى فى قصر القبة تم فيه توقيع إتفاق الوحدة بين مصر وسوريا كانت الابتسامات على الوجوه . وبعد أن وقع الرئيس عبد الناصر الاتفاق وقد سبقه للتوقيع شكرى القوتلى الذى بتوقيعه تنازل لعبد الناصر عن رئاسة سوريا التفت شكرى القوتلى إلى عبد الناصر وقال بلهجته العامية وبطريقته المشهورة ( النص التالى أنقله من مقال بصراحة للأستاذ محمد حسنين هيكل فى الأهرام بتاريخ 27 أكتوبر 1961 )
شكرى القوتلى : هيه .. أنت لا تعرف ماذا أخذت ياسيادة الرئيس ؟ أنت أخذت شعبا يعتقد كل من فيه أنه سياسى ، ويعتقد خمسون فى المائة من ناسه أنهم زعماء . ويعتقد 25 فى المائة منهم أنهم أنبياء، بينما يعتقد عشرة فى المائة على الأقل أنهم آلهة .
أخذت ياسيادة الرئيس ناسا فيهم من يعبد الله ، وفيهم من يعبد النار، وفيهم من يعبد الشيطان ، وفيهم من يعبد ...وقال كلمة تتعلق بالمرأة لا يجوز وضعها على الورق
ونظر جمال عبد الناصر إلى القوتلى وقال ضاحكا : لماذ لم تقل لى ذلك قبل أن أوقع الاتفاق بإمضائى (انتهى مانقلته عن هيكل)
فى يوم 22 فبراير جرى الاستفتاء الشعبى فى البلدين وأعلنت نتائجه فى اليوم التالى وبعد ساعات كانت الطائرة تقل عبد الناصر فى رحلة غير معلنة إلى دمشق ليتعرف على الدولة التى أصبح رئيسا لها . وشهد عبد الناصر فى دمشق ما لم يشهده من قبل ، فقد أحاط به السوريون وحملوه فى سيارته على أكتافهم !