بقلم : صلاح منتصر
ظل إبراهيم نافع ـ رئيس الأهرام الأسبق يعيش فى دبى على أمل أن يرفع عنه قرار «الترقب والوصول» الذى كان ينتظره فى مطار القاهرة، كى يدخل مصر ويموت فيها . لكنه عندما عاد دخلها رحمه الله فى صندوق استحال معه ضبطه. والسؤال: هل ننتظر تكرار ذلك مع زميله إبراهيم سعدة رئيس أخبار اليوم الأسبق الذى يعيش حالة صحية متأخرة بعد أن انتشر المرض اللعين فى أجزاء مختلفة من جسمه؟
جريمة إبراهيم سعدة أنه فى سنوات كانت أخبار اليوم تحقق فيها سنويا حجما من الأرباح لا يقل عن 500 مليون جنيه، أنه كان يخصص بموافقة مجلس الإدارة نسبة من هذه الأرباح «بين اثنين وأربعة فى المائة» للتسويق والترويج لتعاملات الدار الصحفية التى يرأسها والتى لها أنشطة صحفية وطباعية وإعلانية فى محافظات مصر وذلك من خلال هدايا يبعث بها فى مناسبة العام الجديد إلى عدد من المسئولين وكبار العملاء مع أخبار اليوم.
عرفت إبراهيم سعدة «مواليد نوفمبر 1937» صحفيا وزميلا وصديقا وأشهد له بالنزاهة والترفع وأنه بقدر ماكان شجاعا وإلى حد القسوة أحيانا فى كتاباته إلا أنه كان ينزعج من كلمة تقال عنه. وكان مثل كثيرين من أبناء جيلى الذين كانت تخيفهم فى صغرهم كلمة «العسكرى» لذلك كانت أسوأ أيامه التى عاشها عندما وجد نفسه يستدعى للتحقيق معه فى الكسب غير المشروع. وبعد عدة جولات من التحقيق تأكد فيها نزاهته وهى التى كانت تهمه، آثر أن يهاجر مع شريكة حياته الرائعة إلى بلدها سويسرا غير متصور أن يبقى مصيره معلقا «بتهمة الهدايا» التى مازالت سيفا على الرقاب منذ سبع سنوات.
فى مكرمة إنسانية يصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى بين وقت وآخر قرارا بالإفراج عن عدد من الشباب ومن المسجونين، فهل نتجاوز الخطوط لو ناشدنا معالى النائب العام التعامل مع إبراهيم سعدة كمسجون ينهش المرض فى جسمه، ورجونا استنادا إلى قانون الإنسانية عودته إلى مصر حيا بدلا من أن يدخلها فى صندوق؟.
المصدر : جريدة الأهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع