صلاح منتصر
من سبعين سنة ارتبط يوم مولدي الذي يوافق 6 اغسطس بواحدة من اكبر الكوارث التي شهدها العالم عندما دفن 140 الف ياباني تحت انقاض مدينة هيروشيما في مثل هذا اليوم عام 1945 إثر إلقاء أمريكا أول قنبلة نووية علي المدينة اليابانية.
كانت المانيا وايطاليا قد اعلنتا هزيمتهما وبقيت اليابان في شرق اسيا مصرة علي المقاومة ، وحتي بعد إلقاء قنبلة هيروشيما رفض رئيس وزرائها « سوزوكي « الاستسلام ، فأمر الرئيس الامريكي ترومان بعد ثلاثة ايام من قنبلة هيروشيما بإلقاء القنبلة الذرية الثانية علي مدينة اخري اسمها «ناجازاكي « ، وبعد هذه القنبلة تدخل امبراطور اليابان المحاط بقداسة كبيرة بين شعبه وسمع اليابانيون صوته يوجه بلاده للاستسلام دون شروط .
ولقد زرت من سنوات مدينة ناجازاكي وتجولت في متحف الرعب والدمار الذي خلفته القنبلة النووية ورأيت كيف تجمدت مشاهد الحياة مسجلة بالثانية لحظة الانفجار الضخم والهزة الرهيبة التي أحدثتها . لكنني لم أزر هيروشيما وإن بقيت ذكراها متجددة كل سنة مع يوم مولدي، خاصة أن السلاح النووي الذي تقدم كثيرا عما كان لم يتم استخدامه منذ ناجازاكي لأن ماجري لليابان جعل إمتلاكه مغريا ولكن استخدامه محظور، واصبح الحرص علي الا يصل هذا السلاح الي يد مجنون يتصوره لعبة ، فيحرق الاخرين ويحرق نفسه .
تغيرت ذكري 6 اغسطس هذا العام واصبح له معني آخر غير الدمار والموت والخراب الذي كان يحمله . اصبح اليوم يمثل عنوان قناة جديدة تحمل الخير والنماء لمصر وخدمة الملاحة لكل العالم . وغير ذلك اصبح هذا اليوم يمثل رمز ارادة التحدي التي تمثل مصر الجديدة ، تحدي الارهاب الذي لم تتوقف عملياته الخسيسة لوقف حركتنا.وتحدي الزمن الذي جعلنا ننفذ في سنة واحدة مشروعا يتطلب ثلاث سنوت ، وتحدي صورة أخذها العالم عن المصريين المتكاسلين الذين يؤجلون عمل اليوم الي الغد ويعملون بقانون فوت علينا بكره . أصبحت أحب يوم مولدي بعد ان كنت أهرب منه ، صحيح أنه حب متأخر ولكن الحمد لله انني عشت حتي رأيته .