صلاح منتصر
على الإنترنت فيديو يعرض اجتماعا عقده محافظ الإسكندرية السابق هانى المسيرى مع قيادات المحافظة قبل واقعة النوة الأخيرة التى انتهت بإستقالة المحافظ ، وفى الاجتماع يطلب المحافظ من قيادات المحافظة أن يقولوا له بوضوح عن أى مساعدات يطلبونها حتى لا يتكرر تراكم المياه فى شوارع الإسكندرية عقب سقوط الأمطار. وقال هانى المسيرى بوضوح شديد إنه يعرف أن النوة القادمة ستكون أقوى كثيرا (هذا ماحدث بالفعل) وأنه يريد أن يسمع من المسئولين بوضوح وشفافية المطلوب للسيطرة على آثار النوة . وقد جاء الرد الذى سمعه المحافظ مطمئنا جدا وحسب قول أحدهم : نعدك أن هذا لن يتكرر أبدا ، وأن ماحدث فى نوة سابقة قبل أيام لن يحدث مرة أخرى فكل الإمكانات متوافرة وقادرة على شفط المياه أولا بأول !
ماحدث حدث فهو نموذج مثالى لطبيعة الإدارة المصرية التى لم تتغير والتى يحاول فيها المرءوس إما إرضاء الرئيس وإخفاء الحقائق عنه حتى لا يزعل وطمأنته إلى أن كل شئ تمام إلى أن تقع الواقعة . وهناك نوع آخر يتصل بصغار الموظفين الذين لايعرف عنهم المسئول الكبير ..يصدر الوزير مثلا قرارا يكون تنفيذه بيده الموظف الصغير الذى يتصل فى عمله مباشرة بالمواطنين . ويكون هذا الموظف إما مخلصا فينفذ القرار، أو يكون متآمرا أو جاهلا فيستخرج من درج البيروقراطية كل المعوقات التى تسوف التنفيذ ويصل الأمر فى بعض الأحيان إلى تخويف الوزير من القرار الذى أصدره لاحتمال مخالفته مادة فى قانون قديم مما يثير الشكوك حول غرض الوزير من القرار الذى أصدره مما يخيف الوزير ويجعله يتراجع عادة فى قراره ولتذهب مصلحة المواطنين إلى الجحيم !
وربما كانت مشكلة الرئيس السيسى إحساسه العالى بعنصر الوقت واتخاذ مشروع القناة الذى تم تنفيذه فى سنة بتكلفة أكبر ليكون رسالة لكل أجهزة الدولة تعنى أننا يجب أن نسابق الوقت وينفذ كل جهاز فى الدولة مالديه من مشروعات بإخلاص وسرعة وحماس. ولهذا كان إحساس عدم الرضا الذى لم يخفه الرئيس وهو يجد أجهزة التنفيذ تتحرك ببطء صادم !