بقلم : صلاح منتصر
ليس معروفا ـ حتى اليوم ـ اسم الجهة أو الشخص الذى تسلل إلى مؤسسة مقرها بنما اسمها «موساك فونسيكا» تعمل فى المحاماة والاستشارات القانونية منذ 40 سنة ،
وتمكن من وضع يده على 11.5 مليون وثيقة من التى فى خزائنها جرى تسليمها لصحيفة ألمانية. وعن طريق جمعية صحفية مقرها واشنطن اتصلت بها الصحيفة تم اشراك 109 صحف ومؤسسات اعلامية أخرى فى 76 دولة لتحليل المعلومات التى حوتها الوثائق، مما كانت نتيجته العاصفة التى استيقظ عليها العالم هذا الأسبوع وهو يطالع بمختلف اللغات ما أطلق عليه «أوراق بنما» التى كشفت أسرار أسماء مشهورة تخفى ملياراتها عن العيون.
الأسماء المشهورة أصبحت معروفة وقد حفلت بها الصحف، لكن هناك غيرها كثيرة لم تنشر، إذ تتصل هذه الوثائق بـ 214 ألفا تحافظ مؤسسة «موساك» على سريتها من اشخاص وشركات ومؤسسات.
وأساس هذه الامبراطورية الخفية ثلاثة أنواع من الفلوس. الأولى خاصة بحكام نهبوا شعوبهم وقصدوا بنما يخفونها، وكثير من هذه الأموال يفقدها أصحابها وشعوبهم. والنوع الثانى أموال مصادرها غير مشروعة مثل تجارة السلاح والمخدرات والدعارة التى تديرها عصابات المافيا فى العالم ولا يستطيع أصحابها استخدامها الا اذا جرت عليها مايسمى «عمليات غسل» وهو ماتقوم به مؤسسة بنما بطرق معقدة وبالطبع مجزية لكل الأطراف.
أما النوع الثالث من الفلوس فهو أموال حصل عليها أصحابها من أعمال مشروعة مثل دخول لاعبى الرياضة والعاملين فى مجالات الفن والتجارة وغيرها، لكن أصحابها صعب عليهم أداء حق دولهم فى الضرائب المقررة فلجأوا الى مؤسسة «موساك» لتوفر لهم ما يسمى «ملاذات أو ملاجئ ضريبية» وجريمتهم عند اكتشافها «التهرب الضريبى» وهى جريمة كبرى تمس الشرف، مما اضطر رئيس وزراء ايسلندا الى اعلان استقالته فى يوم ظهور اسمه
وربما كان أكبر الأسماء المتداولة اسم الرئيس الروسى بوتين، مما رجح أن تكون مخابرات أمريكا وراء «أوراق بنما» الا أن المتحدث باسم بوتين قال ردا على الاتهامات المثارة: هذه لا تحتاج الى تعليق لأنها محض خيال!